الخارج للبواقي الناتجة من التحلل ، والغشاء المتواصل في أعضائنا فإنه لا ينبغي أن يذهب عليك أن المادة العضوية الحية لا تزال مضطربة دائما بين حركتين هي التركيب ، وتحليل التركيب على الدوام ، ثم إن وظيفة الامتصاص في الأجسام ذوات البنية الآلية البسيطة جدا كالنباتات ، وبعض الحيوانات بسيطة جدا فإن سطحها الظاهر يمتص الهواء الضروري للحياة ، والمواد الاستعواضية في آن واحد يتماثلان سريعا بحيث تتم بنية التركيب عقب الامتصاص حالا ، وأما في الجسم البشري ، وبقية الحيوانات ذوات البنية الآلية المركبة جدا فهي مضاعفة التركيب ، فإنها فيهما توجد على أنواع مختلفة في مواضع مختلفة فإن امتصاص الهواء فيهما لا يكون في محل امتصاص الأطعمة والسوائل المطيعة لهذه الوظيفة لا تمتص ، ولا تأخذ في التماثل حتى تكابد استحالات بواسطة أعضاء الهضم ، وأيضا هذه الوظيفة فيهما لا تتم بامتصاص الجواهر الغذائية ، بل لا بد من امتصاص الأجزاء الدقيقة التي تنفصل من الأعضاء بواسطة حركة التحليل ، وبناء على ذلك لا تكون قاصرة على حركة التركيب فقط ، بل معدة لها ولحركة تحليل التركيب أيضا ، ولنبين لك أن في وظيفة الامتصاص أمرين : (الأول) : في أعضاء الامتصاص للأغذية والأشربة ودورة الدم وكيفية الامتصاص. (الثاني) : في التغذية وكيفية التغذي.
«الأول : في أعضاء الامتصاص» :
لم تتفق آراء الأطباء على الأعضاء المعدة للامتصاص ، فبعضهم قال : إنها الأوردة ، وبعضهم لم يزل مصمما على هذا الرأي ، وبعضهم قال : إنها الأوعية اللينفاوية أي الماصة فقط ، ولا دخل للأوردة في ذلك مع أنه ظهر من المشاهدات ما يؤيد الرأيين فإنه ظهر أن الأوعية اللينفاوية هي الأعضاء الرئيسة في ذلك ، وأن الأوردة معدة لامتصاص الأشربة خاصة ، وأن مساعدتها لها على امتصاص «الكيلوس» إنما هو بواسطة القنوات التي بينهما في جوهر الغدد الماساريقية ، ومن هنا يعلم أنه يمكن بقاء الحياة بعد ربط القناة الصدرية ، ثم إن الأوعية الكيلوسية في الأمعاء الغلاظ قليلة ، وفي الأمعاء الدقاق كثيرة ومتقاربة جدا ولا سيما في اللفائف وهي كالأوعية اللينفاوية تتفرع وتتقمم ببعضها بعد نشئها بقليل ، وتكون أوعية مشتبكة تحيط بالغدد الماساريقية ، وبالنسيج الخلوي ، وبالأوعية الدموية للبطن عند خروجها من العقد اللينفاوية النافذة هي فيها دائما ، ثم يقل عددها باجتماعها إلى فرع ، وأكثرها يذهب منفتحا في الجزء السفلي من القناة الصدرية والقناة الصدرية تبتدئ من نحو الفقرة الثانية والثالثة للقطن حيث يوجد الانفتاح المسمى بالصهريج القطني ، وتمر من الفتحة الأورطية في الحجاب الحاجز ، وتميل حالا نحو الجهة اليسرى لتنفتح في الوريد تحت الترقوة الأيسر ،