منها غاز ، ولا غاز ما دام الهضم جيدا ، فإنه لا يحصل إلا إذا كان الهضم طويلا شاقا ، وبأن «الكيموس» لا تظهر فيه صفة من الصفات المعتادة لأي التخمر كان ، ومنهم من قال : إنه يتم بواسطة الطبخ. ورد بأنه لا يوجد في المعدة حرارة كافية في حصول هذه النتيجة على أن الحيوانات ذوات الدم البارد حرارتها قليلة جدّا مع أن قوة الهضم فيها تحدث في الأطعمة تغيرا شديدا أكثر من الطبخ ، وأيضا «الكيموس» لا يوجد فيه صفات الأغذية الآتي هو منها منهم قال : إنه يتم بواسطة التعطين أو التعفن قد تمسك به بعضهم. ورد بأن التعطين يستدعي عفونة ، وقد يؤكد أن الهضم يزيلها ، ومنهم من قال : إن للعصارة المعدية فعلا مهما جدا به تتم وظيفة الهضم كلها ، وإنها تتكون من المعدة ، وتجتمع فيه مدة حصول الهضم ، وإن لها في كل حيوان صفات مخصوصة بحسب طبيعة الأطعمة التي يأكلها ، وإنها هي الأصل الفعال للتكيمس وقد دل على ذلك تجربة بعضهم لهذا السائل فإنه بعد أن جذب العصارة المعدية وخلطها بالعجينة الغذائية ، ثم عرض العجينة المذكورة لحرارة حيوانية فوضعها تحت الأبط ، وحفظها تحته مدة ساعات ادعى أن هذه العجينة صارت جوهر مماثلا «للكيموس» بالكلية لكن يقال : من حيث إن لهذه العصارة خاصية قوية جدا بها تقوى على تحليل العجينة الغذائية ، وتنويعها لم تؤثر في أنسجة المعدة بنفسها ، وكيف يجهل ينبوع سيال مهم كهذا مع أن الأعضاء المفرزة لبقية السائلات النافعة المهمة للهضم معروفة ، وقد أعيدت تجريبات المعلم المذكور من غير فخلطت الأطعمة باللعاب عوضا عن العصارة المعدية فحصلت منها هذه النتيجة بعينها ، وبالجملة فلم يستفيد من هذه الطرق العلمية دليل كاف ، والمقبول للعقل ؛ لأن التعطين والحرارة الحيوانية والحرارة الانقباضية ، والعصارات المحللة المنحصرة في المعدة كلها معينة على حصول الهضم فينبغي أن يعتقد أن جميع هذه المؤثرات ضرورية جدا في حصول الهضم ، لكن لا بد وأن ينضم إليها فعل منوع يوجد في الجسم الحي ، ويسمى بالفعل العضوي أو الحيوي ، ويمكن تسميته أيضا بالكيما الحيوية ؛ لأن الحياة المنظمة للظواهر والمستولية على التغيرات الحاصلة للأغذية في المعدة وليس المنظم المستولى على ذلك هو الكيما العمومية.
«المبحث الرابع في الهضم الاثنى عشري»
الاثنا عشرى يمكن أن يعتبر بمنزلة معدة ثانية بالنظر لوضعه ، فإن معظمه خارج عن البريتون ، وخروجه عنه هو الذي أكسبه الاتساع اللازم لوظيفته ؛ لأن هذا الغشاء أي الغشاء الظاهر المسمى بالبريتون قليل الامتداد ، ولا يساعد على اتساع الأعضاء التي يسترها إلا إذا زالت ثنياته ، ثم إن هذا الحشا أي الاثنى عشرى مثبت بنسيج خلوي رخو على الجدار الخلفي