الشوكي والمخ. (السابع) : الجهاز العضلي ويقال له المحرك ، وهو المحتوي على العضلات والأوتار العريضة. (الثامن) : المجموع العظمي ويلحق به الغضاريف والأربطة والمحافظ الزلالية. (التاسع) : الجهاز الصوتي. (العاشر) : الجهاز النوعي ، ويقال له التناسلي ، وهو مختلف في النوعين الذكور والإناث ، وحينئذ يحصل الاستعداد لقبول قوى مدبرة لذلك المركب فبعضها قوى نباتية وهي التي تجذب الغذاء ، ثم تمسكه ، ثم تهضمه ، ثم تدفع الفضلة المؤذية ، ثم تقيم الأجزاء بدل ما تحلل منها ، ثم تزيد في جوهر الأعضاء طولا وعرضا ، ثم يفضل من تلك المواد فضلة يمكن أن يتولد عنها مثل ذلك ، ومنها قوى حيوانية بعضها مدركة كالحواس الخمس ، والخيال والحفظ والذكر ، وبعضها فاعله إما آمرة كالشهوة والغضب ، أو مأمورة كالقوى المركوزة في العضلات ، ومنها قوى إنسانية وهي مدركة أو عاملة ، والقوى المدركة هي القوى القوية على إدراك حقائق الأشياء الروحانية والجسمانية والعلوية والسفلية ، ثم إنك إذا فتشت على كل واحدة من مركبات هذا العالم الجسماني ومفرداتها وجدت لها أشياء تلائمها وتكمل حاله ، وأشياء تنافرها وتفسد حالها ، ووجدت فيها قوى جذابة للملائم ودفاعه للمنافي فقد ظهر أن صلاح الحال في هذه الأشياء لا يتم إلا بالخلق والهداية أما الخلق فبتصيره موجودا بعد أن كان معدوما ، وأما الهداية بتلك القوى الجذابة للمنافع والدفاعة للمضار فثبت أن قوله : (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) (٧٨) [الشّعراء : الآية ٧٨]. كلمة جامعة حاوية لجميع المنافع في الدنيا والدين ، ثم هاهنا دقيقة ، وهي أنه قال : (خَلَقَنِي) [الشّعراء : الآية ٧٨]. فذكرته بلفظ الماضي ، وقال : (يَهْدِيَنِ) [الكهف : الآية ٢٤]. فذكره بلفظ المستقبل والسبب في ذلك أن خلف الذات لا يتجدد ، وفي الدنيا بل لما وقع وبقي إلى الأمد المعلوم وأما هدايته تعالى فهي مما يتكرر كل حين وأوان سواء كان ذلك هداية في المنافع الدنيوية ، وذلك بأن تحكم الحواس بتمييز المنافع من المضار أو المنافع الدنية ، وذلك بأن يحكم العقل بتمييز الحق عن الباطل ، والخير عن الشر فبين بذلك أنه سبحانه هو الذي خلقه بسائر ما تكامل به خلقه في الماضي دفعة واحدة ، وأنه يهديه مصالح الدين والدنيا بضروب الهدية في كل لحظة ولمحة ، وثانيها قوله : (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) (٧٩) [الشّعراء : الآية ٧٩]. قد دخل فيه كل ما يتصل منافع الرزق ذلك لأنه سبحانه وتعالى وإذ خلق له الطعام وملكه إياه فلو لم يكن معه ما يتمكن به من أكله والاغتذاء به نحو الشهوة والقوة والتمييز لم تكمل هذه النعمة ، وذكر الطعام والشراب ونبه بذكرهما على ما عداهما ، وثالثا قوله : (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (٨٠) [الشّعراء : الآية ٨٠]. وفيه سؤال وهو أنه لما قال : (مَرِضْتُ) [الشّعراء : الآية ٨٠]. دون أمرضني وجوابه من وجوه (الأول) : أن كثيرا من أسباب المرض يحدث بتفريط الإنسان في مطاعمه ومشاربه ، وغير