ثمانية أيام إلى خمسة عشر يوما ، وذلك كزيت الخروج بكمية من خمسة دراهم إلى عشرة في كل مرة ، وكبريتات المغنيسيا أو كبريتات الصودا أو الملح المزدوج أي كبريتات البوتاس ، فقد جعلوا لهذه الأملاح خاصية كونها مضادة للبن مع أنها كغيرها من الأملاح الخالية ، وتستعمل هذه الأملاح بكمية من درهمين إلى أربعة في كل مرة مع أنها ضعيفة التأثير في منع استدامة اللبن جملة أسابيع ، بل قد تبقى على إفراز مدة أشهر ، لكنه لا يسبب تعبا ولا عارضا من العوارض ، ولا ينقطع سيلان الحيض كما كان مقطوعا مدة الإرضاع ، وإنما يأخذ في سيره أي ما لم تقو فاعلية هذا الإفراز القليل الطويل المدة بالمص ونحوه فإنه ما دام موجودا يسهل في الغالب إعادة شدته الأولى له ، ومع الصبر والتأني لا بأس بمعرفة ذلك ليؤخذ منه منافع في بعض أحوال الفطامة قبل أوانها إذا حصل منها أخطار ، ولنذكر هنا كلمات على بعض مستحضرات ذكروها ، ومدحوها كثيرا بخواص التعريق والإسهال وقالوا : إنها مضادة للبن ، وهي ، أولا مصل مركب ، ويحضر بأن ينفع رطل أي مائة درهم من مصل اللبن مع أزهار البيلسان والهيوفاريقون والزيزفون من كل نصف درهم ، ومن كل من السنا وكبريتات الصودا درهم ، وثانيا الأكسير الأمريقي : وهو دواء مضر ولا بد بسبب حامله الروحي وجواهره العطرية والأفيون الذي يدخل فيه بكمية كبيرة وهو مركب من جواهر كثيرة لا حاجة لنا بذكرها ، فهذان المركبان طالما أمروا بهما ضد اللبن ، وكذا في الآفات التي تكون في الغالب مزمنة ، وينسبونها لتحويل اللبن من الإثداء إلى الأعضاء التي تكون مجلسا لتلك الآفات ، وقد علمت أن لا نفع فيهما أصلا بل فيهما الضرر.
«المبحث الثالث في الفطامة» :
المدة المتوسطة للرضاعة ينبغي أن تكون خمسة عشر شهرا ، فإن في ذلك الزمن تطلع الأسنان القواطع ولا توجد قواعد معينة في هذا المعنى ، وتأثير الرضاعة على حسب بنية الأطفال من حين ولادتها قوة وضعفا ، لتطويل زمن الرضاعة عيوب هي هزال المرضعة ، أو حصول أخطار عند إبطالها للرضاعة دفعة واحدة لا ينبغي بل يبغي أن تهيأ أعضاء الطفل لذلك بأن يضاف إلى اللبن كل يوم بعض غذاء ، ثم يزاد في كميته تدريجيا ، وينقص في كمية اللبن تدريجيا ، فإن التدريج في الفطامة مفيد للأم والطفل ، ثم بعد الفطامة ينبغي لكل من الأم والطفل أن يفعل قليلا من الرياضة ، وينبغي أن يحترس عن إعطاء الثدي إلى غير المفطوم من الأطفال بحضرة المفطوم ، والاحتراسات المخصوصة بالمرضعة إذا أرادت أن تفطم ولدها خصوصا إذا طالت الرضاعة هي أن تستعمل حمية قاسية كما قلنا والحمية القاسية الخالية من الأدهان غير المضرة بولدها.