الحركات ضعيفة لم يندر أن يشاهد في محل ظهورها إحساسات غير متعلقة بذلك أصلا ، بحيث إن القابلة الحاذقة لا تحكم بوجودها بدون أن تؤكدها بنفسها ، وكثيرا ما يكفي لأجل ذلك أن توضع اليد باردة عارية على البطن ويصح أن تدلك تلك اليد قبل ذلك بماء كلونيا أو غمس في ماء محمض أو ماء بارد أو روح نوشادر فيحدث من هذا الوضع في حرارة الخثلة إحساس فجائي يؤثر على الجنين ويلزمه بأن يتحرك حركات شبيهة بالحركات التشنجية ، فإذا لم تنجح هذه الوسائط البسيطة ، توضع راحة كف على جانب من البطن ، ويقرع باليد الأخرى على الجانب المقابل مثل ما إذا أريد معرفة وجود استسقاء فيفجأ الجنين بسبب ذلك ويفعل حركات لا بدّ منها ، وعلامات الاستماع ولغط قلب الجنين لا حاجة لنا بها هنا.
«المبحث الثامن في الحمل المضاعف» :
يظن طبيعة أن الرحم تكون أكبر حجما إذا كانت محتوية على أكثر من جنين واحد ؛ ولذلك جعلوا علامات المركب معظم الظاهرات التي تتعلق بانضغاط الأجزاء الرخوة للحوض والبطن واندفاعها ، ولكن جميع ما ذكروه في ذلك لم يؤخذ منه يوضح المقام وذلك ك «الدوالي ، والارتشاح ، والأوذيما ، والانتفاخ ، وثقل الحركات في الأطراف الحوضية ، واحتقان الشفرين الكبيرين ، وعسر الهضم ، وعسر البول ، والمشي ، والتنفس ، والشكل البيضاوي ، أو المفرطح لجلب المياه ، وضعف الانقباضات الرحمية ، والفقد البرهي للحس والحركة والإغماء» ، وأن يكون البطن أعرض وأكثر استدارة ، ومنبعجا على خطه المتوسط لا بارزا وحركات الجنين التي يستشعر بها عادة بقوة وكثرة على جانبي البطن تفقد كثيرا في الحمل المزدوج ومع ذلك يوجد وحدات هذه العلامات كلها معا ، على أن كثيرا منها ، قد يوجد في الحمل والجنين واحد ، فإن عظم البطن قد يكون في الجنين الواحد أعظم مما يكون في الحمل والمزدوج أو المثلث ، وتضاعف الأجنة ، وفي الغالب أن لا تلد المرأة إلا جنينا واحدا ، وقد تلد أكثر من واحد ، غير أن هذا الحمل المضاعف وإن كان كثير الحصول في جميع البلاد إلا أن عدده بالنسبة للحمل الفرد ـ أي البسيط ـ يختلف باختلاف الأقاليم والبلاد ؛ فتارة يكون نسبة واحد إلى تسعين ، وتارة أكثر أو أقل ، وأما تثليث الأجنة فقليل جدّا والأربع نادر ، وقد شوهد خمس أجنة في رحم واحد ، وذلك معلوم من قديم الزمان ، فقد ذكر «أرسطاطاليس» تاريخ امرأة جاءت بعشرين ولدا في أربعة بطون ، وقد شوهد أيضا في بيمارستان بالهند ، وقد ذكر بعض المؤلفين ولادة تحتوي على سبعة أجنة واحد كامل الأشهر واثنان في سبعة أشهر تقريبا وأربعة في ثلاثة أشهر تقريبا ، وذلك غير مستغرب ، هذا بالنظر للمباحث العلمية ، أما بالنظر للتواريخ حيث يقع فيها تساهل كثير فقد ذكروا ما هو أكثر من