ذلك إلى اثنى عشر كالأصابع واثنتين وعشرين ، بل إلى سبعين في حمل واحد من الخرافات ، والبحث عن ذلك مما لا طائل تحته ؛ وإنما يمكن أن نقول : إن بعض الأشخاص متمتع بخاصية تلقيح فتارة يكون ذلك من قبل المرأة ، وتارة يكون من قبل الرجل ، وقد رأينا كثيرا من ذلك ، ثم إن الأجنة لحمل واحد إذا وصلوا التسعة أشهر كان الغالب أن كلّا منهم يكون أصغر حجما منه لو كان مفردا ، والتوأمان أقل اكتسابا للخواص الحيوية من الجنين المفرد ، والثلاثة قد يولدون أحياء لكن الغالب موتهم بعد الولادة بقليل ، والغالب عدم وصولهم إلى نهاية الحمل الاعتيادي ، وبعضهم يموت في البطن فيحرض على إجهاض البذرة كلها أو يخرج وحده كما شوهد ذلك ، ثم يسير الحمل بالباقي سيرا طبيعيا ، وكثيرا ما يبقى في غلافه ، ويتغير كثيرا أو قليلا ، ولا يخرج إلا مع الآخر عند الولادة ، وتارة يصير معيب التكون قبل أن تنقطع حياته ويلتصق بالآخر أو يبقى غير متعلق به إلى آخر المدّة وعلى هذه الأحوال ينبني تاريخ الحبل على الحبل ، والذي غش المشاهدين أولا في ذلك هو أن الأجنة الميتة تحفظ في الغالب معظم صفاتها الطبيعة بعد مكثها في الرحم مدة أشهر ، فقد شاهد بعضهم جنينا له أربعة أشهر تقريبا وخرج من بطن أمه مع جنين حيّ مستوفي الأشهر ، ومثال نظير ذلك لبعض المؤلفين لم يخرج الجنين الميت فيه إلا اليوم الخامس من الولادة ، ومثال آخر وجد فيه الجنين المذكور في وسطه مشيمة الجنين الكامل ، وكان رأسه مفرطحا ، ومنظره كمنظر جنين له أربعة أشهر أو خمسة ، وأمثال ذلك كثيرة وقد يفسد الجنين الميت ، وقد يخرج قطعا ، وأما الأغشية والمشيمة فتضمر دائما وربما حصل في المشيمة فساد.
«المبحث التاسع في الحبل على الحبل» :
أما الحبل على الحبل فهو إحياء بذرة في امرأة تحتوي في محل أعضاء تناسلها على جنين ملقح قبل ذلك ، ووجود ذلك وإمكانه تحقق ، وثبت طورا فطورا عند العلماء في الأجيال السالفة ، وذكر ذلك أيضا «أرسطاطاليس» فقال : إذا تولد الجنينان أحدهما بعد الآخر بقليل ، فإنهما يخرجان كأنهما توأمان. ومن جميع قصص الحبل على الحبل يظهر أنه يمكن نسبتها لأحد أمور أربعة :
أولا : لحمل مزدوج مات فيه أحد الجنينين قبل تمام أشهره ، وبقي محفوظا في أغشته لم يخرج إلا مع الجنين الحي.
ثانيا : لحمل توأمين غير متساويين في النمو ، وبرزا في الحياة الرحمية حال كونهما مختلفتين في كمال الأشهر.