الحيض ، نعم هو يتبع في الغالب سيرا يكون به علامة مهمّة جدّا تفيد وحدها في كثير من الأحوال وجود الحمل ؛ وذلك لأن البطن في الغالب يعظم وينتفخ ببطء في الأسابيع الأول التالية للعلوق ، ثم ينخسف ويهبط في ابتداء الشهر الثاني ، ثم ينمو من جديد بانتظام إلى وقت الوضع ، والمحل الذي يبرز منه أولا يكون على الخط المتوسط في الجزء السفلي من الخثلة ، وأما السرة فيظهر أنها تغور وتهبط أسفل عن موضعها الطبيعي ، وأما الأقسام الحرفقية فيظهر أنه يحصل فيها تقعر لا بروز بالنسبة للخثلة إلى الشهر الرابع ، ثم إن السرة في آخر الشهر الثالث تقرب لمحاذاة ثم الجلد لا تلبث قليلا حتى تبرز عنه فتصير حلمة بارزة في بعض النساء طولها من قيراط إلى قيراطين مدّة الشهر الخامس والسادس والسابع ، وبالجملة فالصفة الخاصة ببطن الحبلى هي أنه ينمو من الأسفل إلى الأعلى ، ويبقى أيضا زمنا طويلا مفرطحا من الجوانب مع أن جزءه المتوسط نما من قبل نموا عظيما ، والعلامات بجس الأصابع من الفرج أو المستقيم ، والجس البطني لا حاجة لنا بها هنا وكذلك الهزة.
«المبحث السابع في الحركات الذاتية للجنين»
لا يتحرك الجنين حركة ذاتية إلا إذا اكتسبت مجموعه العضلي مقدارا كافيا من النمو ، ويلزم أن تكون تلك الحركات في الابتداء ضعيفة بحيث إن المرأة لا تدركها إلا في الشهر الرابع ؛ ففي الأوّل تحس بها كدبيب أرجل العنكبوت ، ثم بعد ذلك يقوى إحساسها بها على حسب شدّة قوة الجنين ، وإن الحمل والصحة الجيدة أو الرديئة للأم ، والغالب إن القوة تأخذ في الزيادة إلى الولادة ، وأحيانا تزيد مدّة شهر أو شهرين ، ثم تضعف في السادس والسابع ثم تقوى شدتها نحو أواخر الحمل ، وقد شاهدت بعضهم انقطاعها بالكلية في آخر الخامس ومع ذلك ولد الجنين في الوقت الاعتيادي قويّا جيد الصحة ، وأحيانا أخر لا تظهر تلك الحركات أبدا كما شوهد ذلك وولدت الأطفال بصحة جيدة ، وقد ظن أن الامتلاء والتعب والتلبك في سير سائلات الطفل أو الأم جميع ذلك يصير الحركات أبطأ وأثقل وأخفى وأكثر انبهاما ، وأن الرياضية المطلقة المنتظمة لتكل الوظائف والسرور والانبساط للأم ، والقوة المعتدلة للطفل تعطي الحركات قوة حيوية ، فالنساء اللطفاء الأرقاء العصبيات القابلات للتهيج تحس بالحركات في زمن أقرب للابتداء وتكون فيهنّ أقوى من غيرهنّ ممن يتصف بضد صفاتهنّ فمن الأوّل من استشعر بالحركات في الثالث حسبما أخبرن ، لكن أظن أن هذه غير ممكن ؛ لأن العضلات حينئذ أكثر دبقا ، وأما الثواني فإنهن لا يحسسن بها إلا في آخر الرابع ، وحركات الجنين ولو واضحة قويّة لا يلزم أن تكون بحيث ترفع جدران البطن رفعا محسوسا كما يشاهد ذلك كثيرا بحيث لا تشتبه على المرأة بحركات من طبيعة أخرى ، فإن كانت