يبغضه ، وإن كان علمه شقيا لم يحبه أبدا ، وإن عمل صالحا أحب عمله وأبغضه لما يصير إليه ، فإذا أحب الله شيئا لم يبغضه أبدا ، وإذا أبغض شيئا لم يحبه أبداً.
٦ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهالله ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، وسعد بن عبد الله جميعا ، قالا : حدثنا أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) (١) قال : يحول بينه وبين أن يعلم أن الباطل حق (٢) وقد قيل : إن الله تبارك وتعالى يحول بين المرء وقلبه بالموت (٣) وقال أبو عبد الله عليهالسلام : إن الله تبارك وتعالى ينقل العبد من الشقاء إلى السعادة ولا ينقله من السعادة إلى الشقاء. (٤)
__________________
عنه لاحقتان بالعبد إثر عقيدته وعمله كما صرح به في الحديث الأول ، فمعنى خلقهما قبل خلق الخلق خلق عللهما وأن لا تتم إلا باختيار العبد ، أو المعنى أنه تعالى خلقهما بخلق الإنسان الذي هو موضوعهما في العوالم السالفة كالميثاق والأرواح قبل أن يخلقه خلقة هذه النشأة ، أو معنى خلقهما تقديرهما في ألواح التقدير لا إيجادهما في موضوعهما.
١ ـ الأنفال : ٢٤.
٢ ـ وكذا أن يعلم أن الحق باطل ، وهذا عام لكل أحد من الناس ، وذلك لأن اليقين من صنع الرب تعالى ، ولا يصنع في عبده اليقين بما خالف الحق ، بل إما يصنع اليقين أو لا يصنع ، ولما رواه العياشي في تفسيره عن الصادق عليهالسلام أنه قال ( لا يستيقن القلب إن الحق باطل أبدا ولا يستيقن أن الباطل حق أبدا ) فأما المخالفون للحق الآخذون الباطل مكان الحق أو الحق مكان الباطل فهم إما مستيقنون بأنفسهم جاحدون بألسنتهم أو شاكون وإن استدلوا على ما بأيديهم ، وإلا لم يتم الحجة عليهم لأن اليقين حجة بنفسه مع أن لله تعالى الحجة البالغة على جميع خلقه ، والحاصل أن متعلق يقين القلب حق أبدا ، وأما الأباطيل فهي وراء اليقين ، فمن ادعى اليقين بباطل فهو كذاب مفتر.
٣ ـ الظاهر أن نقل هذا القيل من الصدوق رحمهالله.
٤ ـ إن قلت : إن كان المراد بالشقاوة والسعادة بحسب ما يراه الناس فالنقل ثابت من كل منهما إلى الآخر كما نطق به الحديث وشهد به الواقع ، وإن كان المراد بهما بحسب