٤٢ ـ باب إثبات حدوث العالم
١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهالله ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، قال : حدثني علي بن منصور ، قال : سمعت هشام بن الحكم يقول : دخل أبو شاكر الديصاني (١) على أبي عبد الله عليهالسلام فقال له : إنك أحد النجوم الزواهر ، وكان آباؤك بدورا بواهر ، وأمهاتك عقيلات عباهر ، وعنصرك من أكرم العناصر ، وإذا ذكر العلماء فبك تثنى الخناصر (٢) فخبرني أيها البحر الخضم الزاخر ما الدليل على حدوث العالم؟ (٣) فقال أبو عبد الله عليهالسلام : نستدل عليه بأقرب الأشياء (٤) قال : وما هو؟ قال : فدعا أبو عبد الله عليهالسلام ببيضة فوضعها على راحته ، فقال : هذا حصن ملموم داخله غرقئ رقيق لطيف (٥) به فضة سائلة وذهبة مائعة ثم تنفلق ، عن مثل الطاووس ، أدخلها شيء؟ (٦) فقال : لا ، قال : فهذا الدليل على حدوث العالم ، قال : أخبرت فأوجزت ، وقلت فأحسنت ، وقد علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركناه
__________________
١ ـ منسوب إلى رجل مسمى بديصان ، ويقال له ابن ديصان أيضا كما في قول المصنف في أواخر الباب السادس والثلاثين ، اختلق مذهبا ودعا الناس إليه ، ذكر صفته وتفصيل مذهبه في الفهرست لابن النديم والملل والنحل والبحار في باب التوحيد ونفي الشريك ، قال ابن النديم في الفهرست : الديصانية إنما سمي صاحبهم بديصان باسم نهر ولد عليه ، وهو قبل مانى ، والمذهبان قريبان بعضهما من بعض ـ الخ.
٢ ـ أي أنت تعد أولا ومقدما عليهم ثم يعد سائر العلماء في المرتبة المتأخرة عنك.
٣ ـ أي كونه مصنوعا للصانع.
٤ ـ في ( ج ) و ( و ) و ( د ) ( يستدل عليه ـ الخ ).
٥ ـ الغرقئ كالزبرج وهمزته للالحاق هو القشر اللطيف في البيض تحت القشر الظاهر.
٦ ـ أي لا شبهة أن صيرورتها طاووسا أو غيره إنما هي بصنعة صانع ، ولم يدخل فيها شيء مما ندركه ويصلح للصانعية لها ، فالصانع لها طاووسا موجود متعال عن إدراكنا.