آراء المحققين الثلاثة بعد صاحب الكفاية (قدس) اي المحقق النائيني والعراقي والاصفهاني (قدس) إلّا في موارد قليلة يشير فيها إلى بعض آراء أستاذه المحقق الاصفهاني.
٢ ـ إن الكتاب لم يوضع لغرض تحقيق المطالب العلمية المذكورة في المتن ونقدها ومن ثمّ الوصول إلى نتائج موافقة أو مخالفة كما هو المتعارف في الدروس العالية في هذا العلم (بحث الخارج) بل الغرض الأساسي هو شرح عبارة المتن وتوضيح المطالب المذكورة فيه وما يستلزمه ذلك من بيان مقدمات ومبادئ دخيلة في تحقيق هذا الغرض ولهذا نلاحظ غياب المؤلف ـ كصاحب رأي أو نظر ـ عن الكتاب غالبا ، فالكتاب له هدف محدد أي توضيح وشرح المتن ، وقد تقيّد المؤلف (قدس) بذلك معتبرا أن طرح الآراء والاستدلال عليها ومناقشتها له محل آخر غير هذا الشرح. هذا هو الطابع العام للكتاب فلا ينافيه ما نجده أحيانا من إبداء رأيه في مسألة والاستدلال عليها ومناقشة الآراء الأخرى فيها.
٣ ـ إن تحقيق الغرض المذكور ليس أمرا سهلا ـ كما قد يتصوره البعض ـ وذلك لما هو المعروف من أن كتاب «كفاية الأصول» يحتوي على آخر ما توصل إليه الفكر الأصولي الإمامي خلال نموه التكاملي في ذلك الزمان فقد تعرض المحقق الخراساني (قدس) إلى آراء ونظريات من تقدمه من العلماء والمحققين في مسائل علمية دقيقة مثل الملازمات العقلية والترتب وعلاقة الحكم الظاهري بالحكم الواقعي ومباحث العلم الإجمالي ومباحث الحجج وكيفية جعل الأحكام الظاهرية وبيّن رأيه فيها وموقفه منها إلى كثير غيرها مما يجده دارس الكفاية ، فإذا أضفنا إلى ذلك ما لوحظ على الكفاية من الايجاز الشديد