غير الدخيلة في تحقيق الهدف من دراسة هذا العلم ، خلافا لما كانت عليه الطريقة السائدة في زمانه والكتب المؤلفة في هذا المجال ، ولذا توجهت أنظار العلماء والمحققين إلى هذا الكتاب واهتموا به اهتماما كبيرا فصار محورا للدروس العالية في علم الأصول وكتابا دراسيا ومنهجا مقررا بالتعيّن في الحوزات العلمية ، يلزم الطالب بدراسته في مرحلة السطوح فيطّلع على آراء ونظريات مؤلفه ثم يمرّ عليها مرة أخرى من خلال درس الخارج حيث يجعل الكتاب محورا لتلك الدروس الاستدلالية المعمقة ، ومن هنا نشأت أهمية كتاب «كفاية الأصول» وكثرت شروحه والتعليقات عليه وقد بلغ ما طبع منها العشرات فما ظنك بما لم يطبع منها.
وهذه الشروح والتعليقات مختلفة ففيها المختصر الصغير وفيها المطول الكبير ، وبعضها يهدف إلى نقد الآراء والمباني العلمية المطروحة في الكتاب نقدا علميا استدلاليا ، فهو أشبه بدراسات عالية (بحث خارج) كتبت بعنوان الشرح على الكفاية ، وبعضها يهدف إلى شرح وتوضيح مطالب الكتاب وفك رموزه وحلّ عقده بحيث يكون المخاطب فيه هو دارس الكفاية ومدرّسها لتسهيل الأمر عليهما. ولعلّ هذا الكتاب الذي بين يديك من أبرز الشروح المطولة التي تهدف إلى تحقيق الغرض الثاني.
وفي محاولة لتقييم الكتاب لا بد أن نأخذ بنظر الاعتبار جملة من الأمور :
١ ـ إن الكتاب شرح لمتن الكفاية فهو بالتالي مقيد بالمطالب المذكورة فيه ، وليس هناك مجال للتوسع والتعرض للنظريات والآراء المستجدة بعد صاحب الكفاية وإن كان المؤلف (قدس) يملك حصيلة كبيرة منها باعتباره خريج مدرسة المحقق الاصفهاني (قدس) التي كانت تتعرض لآخر ما توصل إليه علم الأصول من نظريات لغرض النقد والتقييم ، ولهذا نلاحظ خلو الكتاب من