لتجمد قشرتها ، ومن هنا علمنا أن من صفات أرضنا الأساسية أنها أرض ذات صدع ، ولم نعلم ذلك بيقين إلا فى أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين.
٤ ـ يقول الله (تعالى) فى محكم كتابه :
(وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) (٦) (الطور : ٦).
في اللغة سجر التنور : أوقد عليه حتى أحماه.
والمسجور فى اللغة : هو المتقد نارا ، والماء والنار من الأضداد ، وقد دفع ذلك بعدد من المفسرين إلى اعتبار البحر المسجور من أمور الآخرة ، استنادا إلى الآية الكريمة التى يقول فيها الحق (تبارك وتعالى) :
(وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) (٦) (التكوير : ٦).
وسياق القسم فى سورة التكوير كله ، يتعلق بأمور سوف تقع فى الآخرة ، أما سياق القسم فى مطلع سورة الطور ، فيتعلق كله بأمور واقعة فى حياتنا الدنيا.
وقد دفع ذلك بعدد آخر من المفسرين إلى البحث عن معنى آخر للفظة (مسجور) غير المتقد نارا ، فوجدوا أن من معانى (سجر) ملأ وكف فقالوا : البحر المسجور أى المملوء بالماء ، المكفوف عن اليابسة ، وهو صحيح ؛ وذلك لأن ٥ ، ٩٧ خ من الماء العذب على اليابسة محجوز على قطبى الأرض ، وفوق قمم جبالها على هيئة طبقات من الجليد الذي يصل سمكه فوق القطب الجنوبي إلى أربعة كيلومترات ، وفي القطب الشمالي إلى ٣٨٠٠ متر ، وهذا الجليد إذا انصهر يقدر له أن يرفع منسوب الماء فى البحار والمحيطات بأكثر من مائة متر ، وقد انصهر فى عدد من الأزمنة الأرضية السابقة فغمرت البحار مساحات أكبر من اليابسة التى نحيا عليها اليوم. وفيما يعرف بالأزمنة الجليدية حجزت مساحات أكبر من الجليد فوق اليابسة ، فانحسرت البحار كثيرا عن حدود شواطئها الحالية. وعلى ذلك فإن تفسير (الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) بالبحر المملوء بالماء المكفوف عن اليابسة ، تفسير صحيح.