أرجو من
سيادتكم أن تعيد هذا الموقف مرة أخرى ونحن مرة ثانية وثالثة وموصولة ، نرحب بكم
ونشكركم على تشريفنا.
الدكتور زغلول النجار :
بار الله فيك.
أبدأ بحمد الله
والصلاة والسلام على خاتم رسله ، وأبدأ بتحية الإسلام
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.
وبعد. فمن
حقائق الكون المبهرة التى ذكرها القرآن الكريم قبل ١٤٠٠ سنة ولم يصل الإنسان إلى
إدراك شىء منها ، إلا بعد زيارة الفضاء ، هى حقيقة أن الكون الذى نحيا فيه هو مظلم
إظلاما كاملا.
فالأصل فى
السماء أنها حالكة السواد وأن الشمس فى وضح النهار ، ترى فى هذه السماء قرصا أزرق
فى صفحة سوداء ، ليس هذا فقط بل إن المحيط أيضا لا يصله من الضوء إلا مسافة قليلة
لا تكاد تتعدى كيلومتر ، ومتوسط أعماق المحيطات حوالى ٤ كم. وبعض هذه المحيطات
يتجاوز عمقها ١١ كيلومتر ، وهذا كله بعد كيلو واحد يعيش فى ظلام دامس.
والقرآن يقول
فى مقام التشبيه ، تشبيه الذين يقفون موقف العناد من قضية الإيمان ورفض الهداية
الربانية ، يشبههم بالذى يصعد إلى السماء وشاهد بديع صنع الله وبالرغم من هذا يرفض
أن يرى هذه الصنعة ويغمض عينيه وكأنه مسه طائف من السحر. فيقول ربنا ـ تبارك
وتعالى ـ : (وَلَوْ فَتَحْنا
عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤)
لَقالُوا
إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) [الحجر : ١٤ ـ ١٥]. ولم يستطع المفسرون فى القرون الأولى وحتى عهد قريب أن
يدركوا مغزى هذه الآية العلمى رغم فهمهم لدلالتها المعنوية فقالوا : الله سبحانه
وتعالى يشبه من يرفض الهداية الربانية بالذى يرفض رؤية قدرة الله وبديع صنعه فى
الكون.