فى لقاء سابق تناولنا عددا من الموضوعات التى تتصل بالإعجاز العلمى فى القرآن ، وكانت هذه الموضوعات مختلفة ومتعددة ، تكلمنا عن الطواف وكيف أن الطواف الذى تفرد به الإسلام كعبادة من العبادات فى الحج والعمرة ، نجده موجودا فى هذا الكون كله من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة ، وشرحنا هذا بالتفصيل ثم تكلمنا عن فضل الله ومنّه علينا من ظلمات ومن نور ، ثم تحدثنا عن الفضاء وتحدثنا عن البحار وعن البحر وتسخير البحر والفلك ، وتحدثنا بعد ذلك عن المياه التى هى أصل الحياة لكل الكون (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء : ٣٠] ثم تحدثنا عن كثير من الموضوعات مثل (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) [الواقعة : ٦٨] وكيف هذا الماء يمكن أن يتحول (أجاجا) أى مالحا لا يستطيع أحد أن يشربه ، لو لا نعمة الله علينا ورحمة الله بنا.
الحقيقة أنا لا أحب أن أطيل عليكم ، لكن ونحن نسعد مرة أخرى ونشرف مع العالم الجليل ، الشخصية الفريدة التى أسعدت الناس جميعا فى كل مكان. الأستاذ الدكتور زغلول النجار هذه الشخصية الموسوعية التى دخلت كل قلب.
أظن أن من بين الموضوعات أستأذنكم وأستأذنه ، أن يلخص واحدا من هذه الموضوعات حينما تكلم عن الظلمات ، كيف من فوق الأرض إلى ٢٠٠ كم تكون ظلمة حالكة ودامسة ، وكيف أن الإنسان فى عصر الفضاء لما اخترق هذه المسافات اكتشف هذه الظلمة ، وكان من الممكن إذا استعملنا كلمة الظلام مع الليل تليق لأن الليل ظلمة ، لكن حينما يقول (وَأَغْطَشَ لَيْلَها) أى شديدة الحلوكة ، هذا يعتبر إعجازا علميّا عظيما ، وأظن أن الأستاذ الدكتور زغلول النجار ، طوف بنا فى هذه النقطة ، وذكر لنا أن الإنسان فى العصر الحديث عند ما بدأت رحلات الفضاء ، كان هناك من قال : وأنا بحثت فى رحلاتى ولم أجد ربنا. لكن جاء من بعده يقول : إنه أحس أنه أصيب بالعمى أو مسه طائف من السحر.