القناديل ، لأنّ
زينَة يحرقُ فتيلَه أولاً ، ولعد ذلك يفكّر في السراج والعتمة.
ولكن في النهاية لابدّ من التعايش ، وأن
يُكتب الشعر باتجاه الإنسان ، والشاعر الجيّد هو الّذي يستطيع ان يوائم بين
الأمرين ، بأن يولّد نصّاً ينتمي إلى الكائنات ، ومعروفٌ أنّ هذه الكائنات الحيّة
تتفاوت في عمرها ومدى استمرارها في الحياة.
ولابدّ للشاعر كذلك من إيجاد مسافةٍ
بينه وبين المستوى الّذي يحاول الوصول إليه ، وإن كانت هذه المسافة هي مبعث الحزن
والاضطراب لديه ، ولكنّها المحرك الأكيد باتّجاه الخلق والإبداع.
ومن بين تلك المشاكل الضاغطةِ ، الّتي
أدّت إلى أن ينزوي الشاعر ويعيش بعيداً عن جمهوره ، بل يعيش العزلة ، هي القضايا
السياسية الخانقة التي جعلت من الشاعر لا يلتقي مع الجمهور حتى لا يرتدي جبّة
السلطان ، ويكتب له شعرَه المكتسب شرعيتهَ وهويتَهَ من أدوات السلطة القمعية ،
وبعد ذلك يتلوّن بألوانه.
وهذا الشاعر هو الّذي يستخدمه السلطان ،
ليأتي الخدم في اليوم التالي يكنسونه من الطريق الذي يسير فيه سيدهم