للفتك بالانسان ، والّذي من المفترض على الشاعر أن يسافر بأحاسيسه ومشاعره باتجاهه.
هذه الحالة المعذّبة وُجِدَتْ في مقطعٍ زمني كان مقياساً ، اختبرت فيه إنسانيةُ الشاعر العربي ، والعراقي على وجه التحديد ، فمن الشعراء من باع نفسه وشعرَه وكل ما يملك للحاكم ارضاءً لهُ وخفاً منه ، وتزلّفاً في أحيانٍ كثيرةٍ للتنعُّم بأوسمته التي كان يقلّدها الحاكمُ الجائرُ عبيده الشعراء حين الانتصار على البؤساء والمحرومين.
ومن الشعراء من تمرّد على السلطة ، وإن كان لا يملك في حربه سوى ثمانية وعشرين حرفاً ، وهي عاجزة ، لا كما يذهب خياله بأنها تستطيع أن تقلب الموازين على السلطة ، وخصوصاً إذا كانت السلطة سلطة صدّام وحزبه ، التي تفتك بمن تظن وتشتبه به.
وبين هذين وجد الخط الثالث من الشعراء الّذين فضّلوا الصمت على الكلام ليحافظوا على سلامة حواسهم ومشاعرهم ، ومن ثم يباركوا السلطان على جميع أموالهم المنقولة وغير المنقولة.
وندري أنّ للصمت في حيان كثيرةٍ دلالاتٍ أوقع من الكلام ، وربّما يكون له تأثير أبلغ في النفوس التي تكفيها