اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٣) وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ)(١٤)
وقوله تعالى : (وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ ...) الآية : الولد هنا في هذه الآية ، وفي التي بعدها : هم بنو الصّلب ، وبنو ذكورهم ، وإن سفلوا ، والكلالة : خلوّ الميّت عن الوالد والولد ؛ هذا هو الصحيح.
وقوله تعالى : (وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ ...) الآية : الإجماع على الأخوّة في هذه الآية للأمّ ، وأما حكم سائر الإخوة سواهم ، فهو المذكور في آخر السورة.
وقرأ (١) سعد بن أبي وقّاص (٢) : «وله أخ أو أخت لأمّه» ، والأنثى والذّكر في هذه النّازلة سواء ، بإجماع.
وقوله سبحانه : (غَيْرَ مُضَارٍّ) ، قال ابن عبّاس : «الضّرار في الوصية من الكبائر» ورواه (٣) عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وروى أبو هريرة ؛ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من ضارّ في وصيّته ، ألقاه الله تعالى في واد في جهنّم» (٤).
__________________
(١) ينظر : «الكشاف» (١ / ٤٨٦) ، و «المحرر الوجيز» (١ / ١٩) ، و «البحر المحيط» (٣ / ١٩٨) ، و «الدر المصون» (٢ / ٣٢٦) ، وفيه : «من أم».
(٢) هو : سعد بن مالك (واسم مالك : أبي وقاص) بن أهيب (وقيل : وهيب) بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. أبو إسحاق. القرشي. الزهري. أحد العشرة المبشرين بالجنة وآخرهم موتا. وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله ، وهو أول من كوف ب «الكوفة» ، روى عن النبيّ كثيرا ، روى عنه بنوه : إبراهيم ، وعامر ، ومصعب ، وعمر ، ومحمد ، وعائشة. وروى عنه من الصحابة : عائشة ، وابن عباس ، وابن عمر ، وجابر بن سمرة. وروى عنه من كبار التابعين : سعيد بن المسيب ، وأبو سعيد الهندي ، وقيس بن أبي حازم ، وعلقمة ، والأحنف ، وغيرهم. وهو صحابي مشهور كتب في سيرته مؤلفات كثيرة. توفي سنة (٥٥) ، وقيل : سنة (٥٨) ، وقيل : (٥١) ، وقيل : (٥٧).
ينظر ترجمته في : «أسد الغابة» (٢ / ٣٦٦) ، و «الإصابة» (٣ / ٨٣) ، و «بقي بن مخلد» (١٦) ، و «صيانة مسلم» (٢٤٠) ، و «التبصرة والتذكرة» (٣ / ٢٠٦) ، و «الزهد الكبير» (١١٣) ، و «التعديل والتجريح» (١٣٠٠) ، و «الزهد» لوكيع (٩٨) ، و «الأنساب» (١ / ٣٥) ، و «تفسير الطبري» (٨ / ٨٧٧٢) ، و «تقريب التهذيب» (١ / ٢٩٠) ، و «تهذيب التهذيب» (٣ / ٤٨٣) ، و «تاريخ بغداد» (١ / ١٤٤)
(٣) أخرجه الطبري (٣ / ٦٣٠) برقم (٨٧٨٤) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٢٧) ، وعزاه للنسائي ، وعبد بن حميد ، وابن أبي شيبة في «المصنف» ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي.
(٤) لم نقف عليه بهذا اللفظ.