قال : [كلّ قنوت في القرآن فهو الطّاعة](١).
وقال عبد الله بن مسعود : (معناه : وقوموا لله ساكتين) (٢). كما روي عن زيد بن أرقم قال : [كنّا نتكلّم في الصّلاة على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويكلّم أحدنا من هو إلى جانبه ؛ ويدخل الرّجل فيسلّم ويردّون عليهالسلام ؛ ويسألهم كم صلّيتم؟ فيردّون عليه كم صلّوا ؛ ويجيء خادم الرّجل وهو في الصّلاة فيكلّمه بحاجته كفعل أهل الكتاب. وكنّا كذلك إلى أن نزل قوله تعالى : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) فأمرنا بالسّكوت ونهينا عن الكلام](٣). قال مجاهد : (معناه : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) خاشعين ، فنهوا عن العبث والالتفات في الصّلاة).
وقيل : معناه مطيلين القيام كما في قوله تعالى : (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ)(٤). ويدلّ عليه أيضا حديث جابر أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم سئل : أيّ الصّلوات أفضل؟ قال : [طول القنوت](٥). وقيل : معناه : وقوموا لله مصلّين. دليله قوله تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ)(٦) أي مصلّ. وقال صلىاللهعليهوسلم : [مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصّائم](٧) أي المصلّي الصائم. وقال ابن عباس : (وقوموا لله داعين). والقنوت : هو الدعاء في الصلاة.
__________________
(١) رواه الطبراني في المعجم الأوسط بلفظ [كلّ حرف ذكر من القنوت في القرآن فهو طاعة] : الحديث (٥١٧٧) ؛ وقال : «لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد». والإمام أحمد في المسند : ج ٣ ص ٧٥. والطبري في جامع البيان : النص (٤٢٩٦). وابن حبان في الإحسان : كتاب البر والإحسان : الحديث (٣٠٩) وإسناده ضعيف ، قاله الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٦ ص ٣٢٠.
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان : النصوص (٤٣٠٠).
(٣) أخرجه الطبري في جامع البيان : النص (٤٣٠١). ورواه البخاري في الصحيح : كتاب الصلاة : باب القراءة خلف الإمام : الحديث (٢٤١ و ٢٤٢). ومسلم في الصحيح : كتاب المساجد : باب تحريم الكلام في الصلاة : الحديث (٥٣٩).
(٤) آل عمران / ٤٣.
(٥) رواه الإمام أحمد في المسند : ج ٣ ص ٣٠٢ و ٣١٤ و ٣٩١. ومسلم في الصحيح : كتاب المسافرين : باب أفضل الصلاة : الحديث (٧٥٦ / ١٦٥) وإسناده صحيح.
(٦) الزمر / ٩.
(٧) أخرجه الإمام مالك في الموطأ : ج ٢ ص ٤٤٣ في أول الجهاد. والطبراني في المعجم الأوسط : الحديث (٨٧٨٢) وإسناده صحيح ، وأصله في الصحيحين. وبهذا اللفظ أخرجه ابن حبان في الإحسان : كتاب السّير : الحديث (٤٦٢٢).