روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [إنّ أفضل الصّلوات عند الله صلاة المغرب لم يحطّها عن مسافر ولا مقيم ، فتح الله بها صلاة اللّيل وختم بها صلوات النّهار ، فمن صلّاها وصلّى بعدها ركعتين بنى الله له قصرا في الجنّة ، ومن صلّى أربع ركعات غفر الله له ذنب عشرين سنة] أو قال [أربعين سنة](١).
وحكى الشيخ الإمام أبو الطيّب السهل بن محمد بن سليمان : (أنّها صلاة العشاء ؛ لأنّها بين صلاتين لا تقصران). روى أبو عمر عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [من صلّى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ، ومن صلّى الفجر مع جماعة كان كقيام ليلة](٢).
وقال جابر بن عبد الله : (هي صلاة الفجر ؛ لأنّها تقع بين الظّلام والضّياء) (٣). وقال زيد بن ثابت وأبو سعيد الخدري وأسامة وعائشة رضي الله عنهم : (إنّها صلاة الظّهر) (٤) لأنّها تقع في وسط النّهار. وإنّما خصّها بالذّكر ؛ لأنّها أوّل صلاة فرضت على النّاس.
__________________
(١) رواه الطبراني مختصرا في المعجم الأوسط : ج ٧ ص ٢٣٠ : الحديث (٦٤٤٥). وفي تخريج أحاديث إحياء علوم الدين : الرقم (١١٥٦) ؛ قال المحقق : «أورده صاحب القوت وضعفه» ونقل عن العراقي قال : «رواه أبو الوليد يونس بن عبد الله الصفار في كتاب الصلاة ، ورواه الطبراني في الأوسط مختصرا ، وإسناده ضعيف».
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند : ج ١ ص ٥٨ و ٦٨. وأبو داود في السنن : كتاب الصلاة : باب فضل صلاة الجماعة : الحديث (٥٥٥).
(٣) في الدر المنثور : ج ٢ ص ٧١٨ ؛ قال السيوطي : «أخرجه ابن جرير».
(٤) حديث زيد رواه ابن جرير الطبري في جامع البيان : النص (٤٢٤٨). والبيهقي في السنن الكبرى : كتاب الصلاة : جماع أبواب الأذان والإقامة : الأثر (٢١٩٤).
وأما أثر أبي سعيد الخدري ؛ فرواه البيهقي في السنن الكبرى : الرقم (٢١٩٦). وأثر أسامة في الرقم (٢١٩٥).
وأثر عائشة أخرجه عبد الرزاق في المصنف : ج ١ ص ٥٧٦ : باب الصلاة الوسطى : الأثر (٢٢٠٠).