ثمّ يمنعون عنها ، فذلك حين يندمون) (١). وقوله تعالى : (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ) (١٦٧) ؛ أي التابعون والمتبوعون.
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً) ؛ أي من الزروع والأنعام وغير ذلك مما أحلّ الله لكم. والطيب صفة للحلال ؛ وهما واحد ، ويجوز أن يكون الحلال المستلذّ. (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) ؛ أي لا تسلكوا طريقة التي يدعوكم إليها.
وقيل : نزلت هذه الآية في ثقيف وخزاعة وبني عامر بن صعصعة ؛ كانوا يحرّمون البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وبعض الحروث.
ووجه دخول (من) التي هي للتبعيض : أن كل ما في الأرض لا يمكن أكله لا يحلّ. وقوله تعالى : (حَلالاً طَيِّباً) انتصبا على الحال. وقيل : على المفعول ؛ أي كلوا حلالا طيبا مما في الأرض.
وقوله : (خُطُواتِ الشَّيْطانِ) قرأ شيبة ونافع وعاصم في رواية أبي بكر ، والأعمش وحمزة وأبي عمرو ؛ وابن كثير في رواية : بسكون الطاء في جميع القرآن. وقرأ قنبل وحفص : بضم الخاء والطاء في جميع القرآن. وقرأ عليّ رضي الله عنه وسلام عليه : بضمّ الخاء والطاء وهمزة بعد الطاء. وقرأ أبو السمّال العدويّ وعبيد بن عمير : (خطوات) بفتح الخاء والطاء.
فمن أسكن الطاء بقّاه على الأصل ؛ وطلب الخفّة ؛ لأنه جمع خطوة بإسكان الطاء ، ومن ضمّ الطاء فإنه اتبع ضمة الخاء ضمة الطاء مثل ظلمة وظلمات وقربة وقربات. ومن همز الواو مع الضم ذهب بها مذهب الخطيئة ، ومن فتح الخاء والطاء فإنه أراد جمع خطوة مثل ثمرات.
__________________
(١) في جامع البيان : النص (٢٠١٤) نقله الطبري بلفظ : «فينظرون إليها وإلى بيوتهم فيها لو أنهم أطاعوا الله ، فيقال : تلك مساكنكم لو أطعتم الله ، ثم تقسم بين المؤمنين فيرثونهم ، فذلك حين يندمون».