وقال قتادة وعطاء : (يعنون الأربعين يوما الّتي عبد آباؤهم فيها العجل ؛ وهي مدّة غيبة موسى عليهالسلام).
وفي بعض التّفاسير : اختلف في مقدار عبادتهم العجل ؛ فقيل : عشرة أيام. وقيل : سبعة أيّام. وقيل : أربعون يوما. فقال الله تعالى تكذيبا لهم : (قُلْ ؛) يا محمّد : (أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً ؛) أي موثقا أنّ لا يعذّبكم إلّا هذه المدّة ، (فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٨٠). وروي أنه يقال لهم عند مضيّ الأجل : يا أعداء الله قد مضى الأجل وبقي الأبد.
ولفظ ال (معدودة) للقلّة كقوله : (بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ)(١) ، وفي الصّوم : (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ)(٢). واحتجّ أصحابنا بقوله عليه الصّلاة والسّلام : [المستحاضة تدع الصّلاة أيّام أقرائها](٣) وقوله صلىاللهعليهوسلم : [دعي الصّلاة أيّام أقرائك](٤) أن أقلّ الأيام ثلاثة وأكثرها عشرة ؛ لأنه يقال لما دون الثلاثة : يوم
__________________
(١) يوسف / ٢٠.
(٢) البقرة / ١٨٤.
(٣) رواه أبو داود في السنن : كتاب الطهارة : باب من قال تغتسل من طهر إلى طهر : الحديث (٢٩٧). والترمذي في الجامع الصحيح : أبواب الطهارة : باب ما جاء في المستحاضة : الحديث (١٢٦ و ١٢٧) ، وقال : «تفرد به شريك عن ابن أبي اليقظان (عثمان بن عمير) وفيه عدي بن ثابت عن أبيه عن جده عن النبي صلىاللهعليهوسلم. نقل الترمذي الاختلاف في اسم جده في التهذيب : ج ١ ص ٥٦١ : ترجمة ثابت الأنصاري : الرقم (٨٧٨) تضارب الأقوال في جده.
ولقد ضعف أهل الحديث الرواية ؛ وأذن بعضهم بكتابته. وضعفه البيهقي في السنن الكبرى : كتاب الطهارة : الحديث (٥٦٩) ، وفي كتاب الحيض : الحديث (١٦٧٤ و ١٦٧٦) ؛ وقال : «وروي عن أبي يوسف مرفوعا». وضعفه أبو داود والترمذي كما نقله البيهقي في الرقم (١٦٨٠) ، وفي الرقم (١٦٨١) قال البيهقي : «تفرد به أبو يوسف عن عبد الله بن علي أبي أيوب الأفريقي ، وأبو يوسف ثقة ، إذا كان يروي عن ثقة». والحديث له أصل في الصحيح ، فهو حسن إن شاء الله ، وقد قال الإمام الشافعي : «لو كان هذا محفوظا عندنا كان أحب إلينا من القياس». نقله البيهقي في السنن الكبرى : الرقم (١٦٨١).
(٤) رواه الدارقطني في السنن : كتاب الحيض : الحديث (٣٦) : ج ١ ص ٢١٢. وله ألفاظ أخرى أنه قال : [دعي قدر الأيّام الّتي كنت تحيضين]. وهو عند البخاري في الصحيح : كتاب الحيض : باب إذا حاضت في شهر : الحديث (٣٢٥). وأبي داود في السنن : كتاب الطهارة : الحديث (٢٧٤ و ٢٧٧).