وقوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ؛ هم الأنبياء وأهل طاعة الله تعالى. واختلاف القراءة في (صراط) كاختلافهم في (الصِّراطَ).
قوله عزوجل : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (٧) (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) هم اليهود ؛ و (الضَّالِّينَ) هم النصارى (١).
وأما (آمين) فليس من السّورة ؛ ولكن روي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه كان يقوله ويأمر به. وقال : [لقّنّي جبريل عليهالسلام بعد فراغي من فاتحة الكتاب : آمين ، وقال : إنّه كالطّابع على الكتاب](٢). وقيل : معنى آمين : اللهمّ استجب. وقيل : معناه : يا آمين ؛
__________________
ـ من يسلكه ، وقرئ بين الزاي والصاد ، وقرئ بزاي خالصة ، والسين الأصل ... وعن الفراء قال : (الزّراط) بإخلاص الزاي لغة لعذرة وكلب وبني القين». الجامع لأحكام القرآن : ج ١ ص ١٤٨.
قال أبو علي الفارسي : «الحجة لمن قرأ بالصاد أن القراءة بالسين مضارعة ـ من المشابهة والمقاربة ـ والمضارعة للشيء : أي يضرعه كأنه مثّله أو شبّهه ـ لما أجمعوا على رفضه من كلامهم». الحجة للقراءات السبع : ج ١ ص ٥٤. وينظر : الإقناع في القراءات السبع : فرش الحروف : سورة الفاتحة : ص ٣٧٠ ـ ٣٧١.
(١) عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : [إن المغضوب عليهم اليهود ، وإن الضالين النصارى]. أخرجه الإمام أحمد في المسند : ج ٤ ص ٣٧٨ ، ٣٧٩. والترمذي في الجامع الصحيح : كتاب التفسير : الحديث (٢٩٥٣) بلفظ : [فإن اليهود مغضوب عليهم ، وإن النصارى ضلال]. وقال : «هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه من حديث سماك بن حرب».
وهو كما قال : الحديث حسن لغيره ، فيه عبّاد بن حبيش الكوفي ، في تهذيب التهذيب : الترجمة (٣٢١٠) قال ابن حجر : «ذكره ابن حبان في الثقات ، قلت : جهّله ابن القطان». ولم يروه عنه غير سماك ابن حرب ، وهو من رجال مسلم ، وباقي رجال إسناده ثقات رجال الشيخين.
في الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان : كتاب التاريخ : باب بدء الخلق : ذكر البيان بأن أهل الكتاب هم الذين ضلوا : الحديث (٦٢٤٦). قال القرطبي : «إن الضّلال في لغة العرب هو الذهاب عن سنن القصد وطريق الحق ، ومنه ضل اللبن في الماء إذا غاب». الجامع لأحكام القرآن : ج ١ ص ١٥٠.
(٢) رواه ابن أبي شيبة في الكتاب المصنف : كتاب الصلوات : باب ما ذكروا في (آمين) ومن كان يقولها : الحديث (٧٩٦١). وأبو داود في السنن : كتاب الصلاة : باب التأمين وراء الإمام : الحديث (٩٣٨). في الدر المنثور في التفسير المأثور : ج ١ ص ٤٣ ؛ قال السيوطي : «إسناده حسن».