أبو عبد الله عليهالسلام
فقال : يا مالك ، أنتم والله شيعتنا
حقاً ، لا ترى إنك أفرطت في الفول في فضلنا ، يا مالك إنه ليس بقدر على صفة الله ،
وكنه قدرته ، وعظمته ، ولله المثل الأعلى ، وكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن ،
ويقوم به کما أوجب الله له على أخيه المؤمن ، يا مالك : إن المؤمنين ليلتقيان
فيصافح كل واحد منهما صاحبه فلا يزال الله ينظر إليهما بالمحبة والمغفرة ، وإنّ
الذنوب لتتحات عن وجوههما حتى يفترقا ، فمن يقدر على صفة هو هكذا عند الله تعالى .
وروى أيضاً عن مالك الجهني ، قال : كنا
بالمدينة حين أجلبت الشيعة وصاروا فرقاً ، فتنحينا عن المدينة ناحية ، ثم خلونا ،
فجعلنا نذكر فضائلهم وما قالت الشيعة ، إلى أن خطر ببالنا الربوبية ، فما شعرنا
بشيء إذا نحن بأبي عبد الله واقفاً على حمار ، فلم ندر من أين جاء ، فقال يا مالك
ويا خالد ، متى أحدثتما الكلام في الريوبية؟ فقلنا : ما خطر ببالنا إلا الساعة ،
فقال : إعلما إن لنا رباً يكلؤنا بالليل والنهار نعیده ، يا مالك ويا خالد ،
قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين ، فكررها علينا مراراً وهو واقف على حماره .
وروى محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم
، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن يحيى الحلبي ، عن مالك الجهني ، قال : قال أبو
جعفر عليهالسلام:
يا مالك أنتم شيعا ألا ترى أنك تفرط في أمرنا؟ إنه لا يقدر على صفة الله ، فكما لا
يقدر على صفة الله كذللك لا يقدر على صفتنا ، وكما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر
على صفة المؤمن ، إن المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما
والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر حتى يفترقا ، فكيف يقدر على
صفة من هو كذلك .
ثم إنه وقع في إسناد كامل الزيارات فقد
روى عنه حنان بن سدير ، وروی هو عن الإمام الصادق عليهالسلام
. وهو صحيح طبق مبنی
تصحيح من وقع في طريقه.
__________________