أو شبعان أو نعسان أو يقظان. وهذه الصفات بهذه الصيغة ليست من صيغ المبالغة ، وإنما هي تدل على وجود الصفة في موصوفها على نحو التمام والكمال ، فكلمة" غضبان" مثلا كما يقول أهل اللغة معناها الشخص الممتلئ غضبا (٤٣) أو" الذي يغضب سريعا. وقيل : شديد الغضب" (٤٤).
فإذا كان المراد بالرحمن هو أنه عزوجل ممتلئ رحمة ، فلازم ذلك أن تصدر عنه الرحمات بكثرة ، فيرحم سبحانه المؤمن والكافر ، والعالم والجاهل ، والكبير والصغير ، والغني والفقير ، وما إلى ذلك.
فما قاله الطبرسي وغيره : " الرحمان الرحيم : اسمان وضعا للمبالغة ، واشتقا من الرحمة وهي النعمة إلا أن فعلان أشد مبالغة
من فعيل" (٤٥).
وقال ابن منظور عن كلمة رحمان : " معناه الكثرة". وقال : فعلان من أبنية ما يبالغ في وصفه (٤٦).
__________________
(٤٣) التبيان ج ١ ص ٢٨ و ٢٩ والكشاف ج ١ ص ٤١.
(٤٤) لسان العرب ج ١٠ ص ٤٤٩.
(٤٥) مجمع البيان ج ١ ص ٢٠ ط دار احياء التراث العربي سنة ١٣٧٩ ه ولسان العرب ج ١٢ ص ٢٣١.
(٤٦) لسان العرب ج ١٢ ص ٢٣٠ و ٢١٣ وراجع كلمة : كريم في ص ٥١٠ و ٥١١.