وروده في كتبهم بطرق كثيرة وعن السيّد في «الطرائف» ردّه ، لكنّه ليس في محلّه بعد موافقة مضمونه لما يستفاد من غيره.
بل لعلّه هو المراد ايضا بما في التّوحيد للصّدوق (رحمهالله) في خبر الفتح ابن يزيد عن أبي الحسن عليهالسلام : إن لله تعالى إرادتين ومشيّتين : ارادة حتم وارادة عزم ، ينهى وهو يشاء ، ويأمر وهو لا يشاء ، او ما رأيت انّ الله تعالى نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وهو شاء ذلك؟ ولو لم يشاء لم يأكلا ، ولو اكلا لغلبت مشيّتهما مشيّة الله تعالى ، وأمر ابراهيم بذبح ابنه عليهماالسلام وشاء أن لا يذبحه ، ولو لم يشاء أن لا يذبحه لغلبت مشيّة ابراهيم مشيّة الله عزوجل (١).
بناء على أنّ المراد انّه نهي إرشاد ، وشاء أن يأكل من الشجرة لما فيه من المصلحة الكلّية ، فالنّهي فيه ليس على حقيقته ، كما ان أمر ابراهيم بذبح ابنه ليس على حقيقته بل لمجرّد التّوطين والامتحان ، إلّا أنّ الظّاهر من مساق الخبر حملهما على الإرادة التكوينيّة والتشريعيّة على ما فصّلناه في موضع آخر ، ويؤيّده انّه عليهالسلام إنما ذكر ذلك جوابا عن الّراوى ، حيث سأله انّ عيسى خلق من الطّين طيرا دليلا على نبوّته ، والسّامري خلق عجلا جسدا لنقض نبوّة موسى عليهالسلام ، وشاء الله أن يكون ذلك كذلك إنّ هذا لهو العجب! فقال عليهالسلام : ويحك يا فتح انّ لله إرادتين ، آه.
وإلى هذا يرجع ما ذكره الصدوق (رحمهالله) بعد إيراد الخبر انّ الله تعالى نهى آدم وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة ، وقد علم انّهما يأكلان منها لكنّه شاء أن لا يحوم بينهما وبين الأكل منها بالجبر والقدرة كما منعهما من الأكل منها بالنهي
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٥ ص ١٠١.