وخشونته وثقله وخفته ، ولم صار هذا المحلول فيه محدثا وذلك قديما دون أن يكون ذلك محدثا وهذا قديما؟!
وكيف يحتاج إلى المحال من لم يزل قبل المحال ، وهو عزوجل كان لم يزل ، وإذا وصفتموه بصفة المحدثات في الحلول فقد لزمكم أن تصفوه بالزوال.
إلى أن قال : ثمّ اقبل صلىاللهعليهوآله على الفريق الثّاني فقال : أخبرونا عنكم إذا عبدتم صور من كان يعبد الله فسجدتم لها وصلّيتم فوضعتم الوجوه الكريمة على التراب بالسجود لها فما الّذي أبقيتم لربّ العالمين؟! أما علمتم أنّ من حقّ من يجب تعظيمه وعبادته أن لا يساوي به عبده؟
أرايتم ملكا عظيما إذا سوّيتموه بعبده في التعظيم والخشوع والخضوع أفيكون في ذلك وضع من الكبير كما يكون زيادة في تعظيم الصغير؟ فقالوا : نعم.
قال : أفلا تعلمون أنكم من حيث تعظّمون الله بتعظيم صور عباده المطيعين تزرون على ربّ العالمين؟! قال : فسكت القوم بعد أن قالوا : سننظر في أمرنا.
ثمّ قال رسول الله للفريق الثالث : لقد ضربتم لنا مثلا وشبّهتمونا بأنفسكم ولا سواء ، ذلك أنّا عباد الله مخلوقون مربوبون نأتمر له فيما أمرنا ، وننزجر فيما زجرنا ، ونعبده من حيث يريد منا ، فإذا أمرنا بوجه من الوجوه أطعناه ، ولم نتعدّ إلى غيره ممّا لم يأمرنا ولم يأذن لنا ، لأنّا لا ندري لعلّه أراد منا الأوّل فهو يكره الثاني ، وقد نهانا أن نتقدّم بين يديه فلمّا أمرنا بالتّوجه إلى الكعبة أطعناه ثمّ أمرنا بعبادته بالتّوجه نحوها في سائر البلدان الّتي نكون بها فأطعناه ، فلم نخرج في شيء من ذلك من اتّباع أمره ، والله عزوجل حيث أمر بالسجود لآدم لم يأمر بالسجود لصورته الّتي