الّذي يحتذي مثاله ، وسيّده الذي يصدّق أقواله ، ويصوّب أفعاله ، ويطيعه بطاعة من يندبه من أطائب ذريته لأمور الدين وسياسته إذا حضره من أمر الله ما لا يردّ ، ونزل به من قضاء الله ما لا يصدّ ، وحضره ملك الموت وأعوانه وجد عند رأسه محمّدا رسول الله من جانب ، ومن جانب آخر عليّا سيّد الوصيّين ، وعند رجليه من جانب الحسن سبط سيّد النّبيّين ، ومن جانب آخر الحسين سيّد الشّهداء أجمعين ، وحواليه بعدهم خيار خواصّهم ومحبّيهم الذين هم سادة هذه الأمّة بعد ساداتهم ، من آل محمّد ، ينظر إليهم العليل المؤمن فيخاطبهم بحيث يحجب الله صوته عن آذان حاضريه كما يحجب رؤيتنا أهل البيت ورؤية خواصّنا عن عيونهم ، ليكون ايمانهم بذلك أعظم ثوابا لشدّة المحنة عليهم فيه فيقول المؤمن : بأبي أنت وأمّي يا رسول ربّ العزّة ، بابي أنت وأمّي يا وصيّ رسول الرحمة ، بأبي أنتما وأمّي يا شبلي محمّد وضرغاميه ، ويا ولديه وسبطيه ، ويا سيّديّ شباب أهل الجنّة المقربين من الرحمة والرّضوان ، مرحبا بكم معاشر خيار أصحاب محمّد وعليّ وولديهما ، ما كان أعظم شوقي إليكم ، وما أشدّ سروري الأن بلقائكم ، يا رسول الله هذا ملك الموت قد حضرني ولا أشكّ في جلالتي في صدري لمكانك ومكان أخيك منّي ، فيقول : رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا ملك الموت استوص بوصيّة الله في الإحسان إلى مولانا وخادمنا ومؤثرنا ، فيقول ملك الموت : يا رسول الله مره أن ينظر إلى ما قد أعدّ له في الجنان ، فيقول له رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنظر فينظر إلى العلو وينظر إلى ما لا يحيط به الألباب ولا يأتي عليه العدد والحساب ، فيقول ملك الموت : كيف لا أرفق بمن ذلك ثوابه هذا محمّد وعترته زوّاره يا رسول الله لو لا أنّ الله تعالى جعل الموت عقبة لا يصل إلى تلك الجنان إلّا من قطعها لما تناولت روحه ، ولكن لخادمك هذا ومحبّك أسوة بك وبسائر أنبياء الله ورسله وأوليائه الذين أذيقوا الموت بحكم الله تعالى.
ثمّ يقول محمّد صلىاللهعليهوآله : يا ملك الموت هاك أخاه قد سلّمناه إليك فاستوص به