هارون الرشيد ولا يحتج بشعره على قواعد النحو ولا على مفردات اللغة .. و «العتاهية» مصدر الفعل «عته» يقال : عته الرجل يعته ـ عتها ـ وعتاهة : من باب «تعب» بمعنى : نقص عقله من غير جنون أو دهش وفيه لغة فاشية ـ «عته» ببنائه للمجهول فهو معتوه ـ اسم مفعول ـ أي بين العته أي ناقص العقل وقيل : إذا المرء شاب شعره احترمه الناس .. ويروى أن عبد الملك بن مروان سأله ولده ذات يوم عن شيبه؟ فأجابه يا بني شيبني ارتقاء المنابر ومخافة اللحن .. أي الخطأ لأن اللحن في قولهم كان قاسيا على سمع العرب وذوقهم وقلوبهم.
** (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والستين وفيه حذف مفعولا الفعلين «يحيي» و «يميت» اختصارا أي يحيي الأموات ويميت الأحياء.
** (فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والسبعين .. المعنى .. في الماء الشديد الحرارة يحرقون من سجر التنور ـ يسجره ـ سجرا .. من باب «نصر» بمعنى أحماه وملأه بالوقود.
** (وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الخامسة والسبعين. يقال : مرح ـ يمرح ـ مرحا من باب «تعب» بمعنى فرح فرحا شديدا فهو مرح ـ بكسر الراء .. فعل بمعنى فاعل ـ والمرح : هو شدة الفرح والنشاط.
(قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٦٦)
(قُلْ إِنِّي نُهِيتُ) : فعل أمر مبني على السكون وحذفت واوه ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والجملة المؤولة بعده من «إن» وما تلاها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن». نهيت : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل بمعنى نهاني ربي بمعنى : قل يا محمد للمشركين إني نهاني الله ..
(أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ) : حرف مصدري ناصب. أعبد : الجملة الفعلية وما بعدها صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن