تقديره : شديد عقابه لأنه من باب الصفة المشبهة و «ذي» مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. وقيل عن الواو في «وقابل» : فيها نكتة ـ أي مسألة دقيقة ـ وهي إفادة الجمع للمذنب التائب بين رحمتين بين أن يقبل توبته فيكتبها له طاعة من الطاعات وأن يجعلها محاءة للذنوب كأنه لم يذنب كأنه قال : جامع المغفرة والقبول. أما كلمة «التوب» فهي التوبة وهي مصدر الفعل «تاب» و «الطول» بمعنى : الفضل.
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) : نافية للجنس تعمل عمل «إن». إله : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب. إلا : أداة استثناء و «هو» ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من موضع «لا إله» لأن موضع «لا» وما عملت فيه الرفع على الابتداء وخبر «لا» محذوف وجوبا تقديره : كائن أو موجود وفي الآية الكريمة. يكون التقدير والمعنى : لا إله معبود أو يعبد إلا هو أي لا أحد يستحق العبادة إلا الله سبحانه.
(إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. المصير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة بمعنى إليه مرجع الكائنات جميعا والجملتان الاسميتان (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) و (إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) صفتان أخريان للفظ الجلالة.
** (غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثالثة .. و «التوب» بمعنى : التوبة. والتوبة : هي الرجوع عن الذنب .. يقال : تاب ـ يتوب ـ توبة .. من باب «قال» وقال الأخفش : التوب : جمع «توبة» ومن معاني «التوبة» المتاب ـ بفتح الميم ـ ويقال : تاب الله عليه : أي وفقه لها. وفي كتاب «سيبويه : التتوبة : هي التوبة وقال الفيومي : التوبة والتوب والمتاب : مصادر للفعل «تاب» وقيل : التوبة هي التوب ولكن الهاء لتأنيث المصدر .. وقيل : التوبة : واحدة كالضربة فهو تائب ـ اسم فاعل ـ وتاب الله عليه : معناه : غفر له وأنقذه من المعاصي فهو تواب ـ فعال بمعنى فاعل ـ من صيغ المبالغة.
** (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة. وفيه أنث الفعل «كذبت» مع فاعله «قوم» اللفظة المذكرة وذلك لأن الفعل فصل عن فاعله بفاصل. ولأن الفاعل «قوم» بمعنى «أمم» كأنما قال : كذبت أمم .. كما حذف مفعول «كذبت» اختصارا لأنه معلوم وهو «الرسل» أو على معنى : كذبت بالرسل قبل قومك يا محمد قريش قوم نوح والأحزاب أي والجماعات الذين تحزبوا على الرسل من بعدهم كعاد وثمود وفرعون وغيرهم .. كما أنث الفعل «همت» مع فاعله المذكر «كل» لأن «كل» بعد إضافته إلى المؤنث «أمة» اكتسب من هذه الإضافة