التأنيث .. وجاء الضمير «هم» في «رسولهم» بصيغة الجمع وكذلك في «يأخذوه» على المعنى لا اللفظ لأن «أمة» في اللفظ مفرد وفي المعنى جماعة أما التذكير فهو على معنى «أمة» الأهل .. كأنما قال : هم كل أهل برسولهم ليأخذوه بمعنى عزموا على إيذاء رسولهم كما حذف مفعول «جادلوا» اختصارا أيضا المعنى : وجادلوا رسلهم بالباطل أي بالقول الذي لا حقيقة له.
** (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة. و «المقت» هو أشد الغضب أي إن غضب الله عليكم أكبر .. وقيل : المعنى : لمقت أي لغضب الله عليكم الآن أكبر من مقت بعضكم لبعض .. والمقت : أشد أنواع البغض فوضع في موضع أبلغ الإنكار وأشده والتقدير : لمقت الله أنفسكم أكبر من مقتكم أنفسكم فاستغنى عن المفعول «أنفسكم» اكتفاء بذكره مرة واحدة. ومن معاني «المقت» : الحقد .. البغض .. الكراهية قيل في الأمثال : العتاب خير من مكتوم الحقد .. ويروى : من مكنون الحقد أو ظاهر العتاب خير من باطن الحقد .. أو كثرة العتاب تورث البغضاء .. يقال : مقته ـ مقتا .. من باب «نصر» بمعنى : أبغضه فهو مقيت ـ فعيل بمعنى مفعول ـ وممقوت. وقيل المعنى في الآية الكريمة أيضا : لبغض الله إياكم وكراهيته لكم أكبر من مقتكم أنفسكم أي من كراهيتكم أنفسكم اليوم إذ عاينتم النار .. وقيل : المقت : هو أشد البغض عن أمر قبيح .. أما لفظة «الحقد» فهي الانطواء على العداوة والبغضاء.
(ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) (٤)
(ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ) : نافية لا عمل لها. يجادل : فعل مضارع مرفوع بالضمة. في آيات : جار ومجرور متعلق بيجادل. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) : أداة حصر لا عمل لها. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(فَلا يَغْرُرْكَ) : الفاء استئنافية. لا : ناهية جازمة. يغررك : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى فلا يغررك إمهالهم وتركهم.