سورة غافر
معنى السورة : غافر : اسم فاعل للفعل «غفر» نحو : غفر الله له ـ يغفر ـ غفرا ـ وغفرانا ـ من باب «ضرب» بمعنى : صفح عنه فهو غافر والاسم منه هو «المغفرة» ويقال : استغفرت الله : بمعنى سألته سبحانه المغفرة. ومنه أيضا : اغتفرت : للجاني ما صنع .. وأصل «الغفر» هو الستر والتغطية .. ويقال أيضا : استغفر الله لذنبه ومن ذنبه فغفر سبحانه له. والله هو الغافر والغفور والغفار ـ وهما من صيغ المبالغة ـ فعول وفعال بمعنى فاعل ـ أي الكثير الغفران ويقال : غفر الله له الذنب : أي عفا عنه وغطى عليه .. وغفر الرجل صاحبه : بمعنى : قال غفر الله له وتغافر القوم : أي دعا كل واحد لصاحبه بالمغفرة. والغفور والغفار : هما من أسماء الله تعالى الحسنى .. ومعناهما : الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم.
تسمية السورة : سميت السورة بهذا الاسم الكريم لورود كلمة «غافر» في آيتها الكريمة الثالثة (غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) صدق الله العظيم. وتسمى السورة أيضا سورة «المؤمن» لذكر قصة مؤمن آل فرعون في قوله عزوجل : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ) وقد وردت كلمة «مؤمن» كثيرا في سور أخرى من التنزيل الحكيم وجمعها مؤمنون ومؤنثها : مؤمنة وجمعها : مؤمنات. كما سميت السورة أيضا سورة «الطول» لورودها في الآية الكريمة المذكورة آنفا (ذِي الطَّوْلِ) : بمعنى : ذي الفضل .. والمراد بمؤمن آل فرعون : أي من أقرباء آل فرعون الذي قال أتريدون قتل رجل لقوله : (رَبِّيَ اللهُ) ويعني بالرجل النبي موسى ـ عليهالسلام ـ أما قوله تعالى في آية أخرى من السورة نفسها : (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) فهو أي «المؤمن» هنا تعني رجلا مؤمنا بالله ورسله