** (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والعشرين المعنى : يسأل بعضهم موبخا بعضهم الآخر أي يوبخ الضالون من أضلوهم .. وقيل : المعنى : يشربون ويتحادثون على الشراب على عادة الشرب وفيه لذتهم .. ولقد أحسن القائل في هذا المعنى حيث قال الأصمعي :
يوشك من فر من منيته |
|
يوما على علة يوافقها |
من لم يمت عبطة يمت هرما |
|
للموت كأس والمرء ذائقها |
و «عبطة» في البيت معناها : شابا صحيحا. ورويت الموت كأس لا بد ذائقها على أنها الشراب بعينه.
** (فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والثلاثين المعنى : فوجبت علينا كلمة العذاب أي وعيد الله ولو حكي الوعيد كما هو لقال : إنكم لذائقون عذابه أو العذاب ولكنه عدل به إلى لفظ المتكلم لأنهم متكلمون بذلك عن أنفسهم .. ويقال : قال المحلف للحالف : احلف لأخرجن ولتخرجن .. الهمزة لحكاية اللفظ ـ لفظ الحالف ـ اسم فاعل. والتاء لإقبال المحالف على المحلف كقوله تعالى في الآية المذكورة. وحذف مفعول اسم الفاعلين «ذائقين» أي ذائقوه. أي العذاب. قال الشاعر :
إني حلفت برافعين أكفهم |
|
بين الحطيم وبين حوضي زمزم |
التقدير : بقوم رافعين فحذف الموصوف وأقيمت الصفة «رافعين» مقام «قوم» و «الحطيم» اسم لحجر البيت الحرام في مكة وزمزم : اسم لبئر معروفة في مكة بجوار البيت الحرام.
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) (٦)
(إِنَّا زَيَّنَّا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». زينا : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(السَّماءَ الدُّنْيا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للسماء منصوبة وعلامة نصبها الفتحة المقدرة للتعذر.
(بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) : جار ومجرور متعلق بزين. الكواكب : بدل من «زينة» وبدل المبدل منه المجرور مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.
(وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ) (٧)
(وَحِفْظاً مِنْ كُلِ) : الواو عاطفة. حفظا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف معطوف على «زينا» بتقدير وحفظنا السماء حفظا أو محمول