والصلاة على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : هي الدعاء والثناء عليه. وصلى الله عليه : معناه : بارك عليه وأحسن عليه الثناء. وعن الصلاة على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ هل هي واجبة أم مندوب إليها؟ قيل : هي واجبة. وقد اختلفوا في حال وجوبها .. فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره. وفي الحديث : «من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله» ومنهم من قال : تجب في كل مجلس مرة وإن تكرر ذكره وكذلك في كل دعاء في أوله وآخره. ومنهم من أوجبها مرة في العمر وكذا قال في إظهار الشهادتين والذي يقتضيه الاحتياط : الصلاة عليه عند كل ذكر لما ورد في الأخبار.
** سبب نزول الآية .. نزلت الآية الكريمة في الذين طعنوا بالنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين اتخذ صفية بنت حيي زوجة له أو بسبب قذف عائشة ـ رضي الله عنها ـ كما قال ابن عباس : أنزلت في عبد الله بن أبي وناس معه قذفوا عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من يعذرني من رجل يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني» وقال مقاتل : نزلت الآية الكريمة في علي كان بعض المنافقين. يؤذونه.
** (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة والخمسين وهي ـ كما قيل ـ آية الحجاب .. أي يرخين عليهن بعض جلابيبهن ويغطين بها وجوههن وأبدانهن. وقيل : إن معنى التبعيض هو أن يتجلببن ببعض ما لهن من الجلاليب ـ جمع جلباب ـ وهو الرداء .. وثمة معنى آخر : هو أن ترخي المرأة بعض جلبابها تتقبع به حتى تتميز عن الأمة لمعرفتهن فلا يساء إليهن بأذى عند خروجهن من بيوتهن. وقيل : الجلباب : هو ثوب أوسع من الخمار أي هو الرداء. وقال ابن فارس : الجلباب : هو ما يغطى به من ثوب وغيره .. ويقال : تجلببت المرأة : أي لبست الجلباب أي الملحفة.
** (ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ) : ذلك الإدناء أي إدناء الجلابيب أقرب إلى أن يميزن بأنهن حرائر وحذف المشار إليه «الإدناء» الصفة.
** سبب نزول الآية : قال أبو مالك : كانت نساء المؤمنين يخرجن بالليل إلى حاجاتهن .. وكان المنافقون يتعرضون لهن ويؤذونهن فنزلت هذه الآية الكريمة.
** (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الستين. المعنى : لئن لم يقلع المنافقون عن عداوتهم وكيدهم والذين في قلوبهم مرض الشك وهم أهل الفجور والمروجون عما يؤلفون من أخبار السوء حتى يضطرب الناس منها. وبعد حذف المضاف إليه «الشك» نون آخر المضاف «مرض» لأنه نكرة بعد انقطاعه عن الإضافة.
** (لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلاً) : أي لنسلطنك عليهم بالقتل والتشريد أو لنأمرنك بأن تفعل بهم الأفعال التي تسوؤهم ثم بأن تضطرهم إلى طلب الجلاء عن المدينة وبأن تضطرهم إلى أن لا يساكنوك فيها إلا زمنا قليلا فحذف الظرف المستثنى «زمانا أو زمنا» وحلت صفته «قليلا» محله لأنه صفة للمستثنى الحقيقي فسمي ذلك القول إغراء وهو التحرش على سبيل المجاز وقيل : عطفت الجملة بثم لأن الجلاء عن الأوطان كان أعظم عليهم وأعظم من جميع ما أصيبوا به فتراخت حاله عن حال المعطوف عليه.