** (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة والثلاثين.. يقال : وعده ـ يعده ـ وعدا.. يستعمل في الخير والشر ويعدى الفعل بنفسه وبالباء فيقال : وعده الخير وبالخير وشرا وبالشر وقد أسقطوا لفظ الخير والشر وقالوا في الخير : وعده ـ وعدا وعدة وفي الشر : وعده ـ وعيدا. فالمصدر فارق بين المعنيين.. وقال الفيّومي أيضا : وقالوا : أوعده خيرا وشرا بالألف ـ أي الفعل الرباعي ـ وأدخلوا الباء مع الألف في الشرّ خاصة. والخلف في الوعد عند العرب : كذب.. وفي الوعيد : كرم وبهذا المعنى قال الشاعر :
وإنّي وإن أوعدته أو وعدته |
|
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي |
والعدة» تكون بمعنى «الوعد» وجمعها : عدات.. وأمّا «الوعد» فقالوا : لا يجمع لأنه مصدر.. والموعد : يكون مصدرا ووقتا وموضعا. والميعاد : يكون وقتا وموضعا.
(إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) (٣٧)
(إِنْ هِيَ) : حرف مهمل لأنه مخفف بمعنى «ما» النافية. هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وهو ضمير مبهم يفسره ما يليه لبيان أصله وهو «إلا حياتنا» الذي أخبر ودلّ عليه أي إن الحياة.
(إِلَّا حَياتُنَا) : أداة حصر لا عمل لها. حياة : خبر «هي» مرفوع بالضمة و «نا» ضمير المتكلمين في محل جر بالإضافة.
(الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا) : صفة ـ نعت ـ لحياتنا مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف للتعذر. نموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والجملة الفعلية «نموت» في محل نصب حال من ضمير المتكلمين. ونحيا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «نموت» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة المقدرة على الألف للتعذر.
(وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) : الواو استئنافية. ما : نافية تعمل عمل «ليس» عند الحجازيين «ما الحجازية» ولا عمل لها عند بني تميم. نحن : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «ما» على اللغة الأولى ومبتدأ على اللغة الثانية. الباء حرف جر زائد. مبعوثين : اسم مجرور لفظا بالباء منصوب محلا على أنه خبر «ما» ومرفوع محلا على أنه خبر «نحن» وعلامة جر «مبعوثين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى ولسنا بمبعوثين بعد الموت.