** (فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السابعة والعشرين يكون القول الكريم «وفار التنور» كناية عن اشتداد العذاب وأزمة الحال بمعنى : واشتدّت أزمة الحال.. و «التنور» موقد النار.. و «فار» بمعنى : اشتدّ حرّه. وقيل : معنى «التنور» هنا : وجه الأرض.. وقيل : فار التنور : أي وطلع الفجر. وجاء الضمير مؤنّثا في «فيها» وهو عائد إلى «الفلك» وهو لفظة مذكرة وذلك على معناه وهو «السفينة» وقيل : الفلك : يكون واحدا فيذكّر وجمعا فيؤنّث.. وقيل : تأتي لفظة «الفلك» واحدا ـ مفردا ـ وجمعا ويذكّر ويؤنّث. قال تعالى في سورة «يس» : (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) فأفرد وذكّر وقال جلّت قدرته في سورة «البقرة» : (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ) فأنّث. وقال تعالى في سورة «يونس» : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) فجمع وكأنه يذهب بها إذا كانت واحدة ـ مفردة ـ إلى المركب فيذكّر وإلى السفينة فيؤنّث. أمّا «الفلك» بفتح الفاء واللام.. فهو لفظة مفردة وجمعه «أفلاك» أي النجوم ويجوز أن يجمع على «فلك».
** (فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) : المعنى : فأدخل في الفلك أي في السفينة من كلّ شيء صنفين مزدوجين.. وبعد حذف المضاف إليه «شيء» نوّن آخر المضاف «كلّ» لانقطاعه عن الإضافة. كما حذف اسم لفظ الجلالة في «سبق عليه القول» لأن المعنى إلّا من سبق عليه قول الله بالعذاب.. فعوض المضاف «قول» بالألف واللام.
** (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والعشرين.. التقدير : من شر القوم الظالمين.. فحذف المضاف «شرّ» وأقيم المضاف إليه «القوم» مقامه. وقال سبحانه «مخاطبا نوحا» عليهالسلام بقوله : فقل. ولم يقل : فقولوا مع أن المعنى : فإذا استويتم لأن «نوحا» نبيّهم وإمامهم فكان قوله قولهم مع ما فيه من الإشعار بفضل النبوّة وإظهار كبرياء الربوبية وإن رتبة تلك المخاطبة لا يترقى إليها إلا ملك أو نبيّ.
** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثلاثين.. وفيه حذف المشار إليه ـ الصفة أو البدل ـ اختصارا لأن التقدير : إنّ في ذلك الحادث أي في هذه الحادثة كما حذف مفعول اسم الفاعل «مبتلين» الذي يعمل عمل فعله المتعدي إلى مفعول. التقدير والمعنى : لمختبرين أو لممتحنين عبادنا أو نوحا وقومه أي مصيبين قومه بالعذاب المهين أو لمختبرين عبادنا ومنهم قوم نوح بالآيات وإرسال الرسل.
** (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والثلاثين المعنى : ثم أوجدنا من بعد إهلاكهم جيلا آخر هم «عاد» قوم «هود» وبعد حذف المضاف إليه الأول «إهلاك» أضيف المضاف «بعد» إلى المضاف إليه الثاني «هم» فصار : من بعدهم.
** (أَفَلا تَتَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثانية والثلاثين.. المعنى : أفلا تخافون عذابه أو عقابه.. فحذف مفعول «تتقون» المتعدي إلى المفعول اختصارا لأنه معلوم. أمّا قوله تعالى (فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ) فمعناه : رسولا من جنسهم هو هود ـ عليهالسلام ـ وبعد حذف المضاف «جنس» أوصل الجار «من» إلى «هم» المضاف إليه فصار منهم.
** (إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين : حذف مفعول اسم الفاعلين «خاسرون» الذي يعمل عمل فعله المتعدي إلى مفعول : التقدير : تخسرون عقولكم.