المؤول لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم بمعنى : إذا متّم وقع إخراجكم أي بعثتم من جديد أي أحييتم فتحاسبون على أعمالكم.
(هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ) (٣٦)
(هَيْهاتَ هَيْهاتَ) : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى «بعد» وكررت للتوكيد ـ توكيدا لفظيا ـ بمعنى : بعدا بعدا.. أي بعد البعث.. بعد الموت.
(لِما تُوعَدُونَ) : اللام بيانية زائدة لبيان المستبعد. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل «هيهات» توعدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والجملة الفعلية «توعدون» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : لما توعدونه أو تكون الصلة المحذوفة جارا.. التقدير : لما توعدون به من الاخراج من القبور والبعث والحساب.. والمراد إنكار البعث. اللام في «لما» وهي لام البيان تبين مرجع الضمير وهو البعث. والفعل «توعدون» فعل مضارع مبني للمجهول ويجوز أن تكون «هيهات لما توعدون» بمعنى : البعد لما توعدون ـ كما فسّرها الزجاج ـ فتكون اللام حرف جر ويكون الجار والمجرور «لما» في محل رفع خبر المبتدأ المقدر «البعد».
** (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة والعشرين.. وفيه حذف مفعول «شاء» لأن التقدير والمعنى : ولو شاء الله ذلك أي إرسال رسول إليكم لأرسل ملائكة.
** (ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ) : أي ما سمعنا بهذا الذي دعا إليه نوح أي بمثل هذه الدعوى من التوحيد وكونه من البشر في الأمم الماضية أو ما سمعنا بمثل هذا الكلام الذي يدعيه وهو بشر أنه رسول الله فحذف المشار إليه ـ الصفة أو البدل ـ اختصارا وهو «الذي..».
** (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة والعشرين.. بمعنى : ما هو إلّا رجل. و «الرجل» هو الذكر من الأناسي ـ جمع إنسان ـ وجمعه : رجال ورجالات وتطلق لفظة «الرجل» أيضا على الراجل وهو خلاف ـ ضد ـ الفارس. ومنه يقال : رجل ـ يرجل ـ رجلا.. من باب «تعب» بمعنى : قوي على المشي.. وترجّل : بمعنى : مشى راجلا أما الفعل «ارتجل» يرتجل ـ ارتجالا : فمعناه : ابتدأ الشيء كالخطبة والشعر من غير تهيئة قبل ذلك وأتى به من غير رويّة ولا فكر ومنه ارتجلت بالرأي : أي انفردت به من غير مشورة فمضيت به.