لها أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة أي بمثل معاقبته.
(ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ) : حرف عطف. بغي : تعرب إعراب «عوقب» عليه : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل بمعنى ثم وقع عليه بغي أي عدوان أي ثم جني عليه مرة أخرى.
(لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) : الجملة جواب قسم مقدر لا محل لها وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم أو يكون جواب القسم سدّ مسدّ الجوابين. اللام واقعة في جواب قسم مقدر أو تكون اللام لام التوكيد و «ينصرنه» فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد لا محل لها والفعل في محل جزم لأنه جواب الشرط والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
(إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) : يعرب إعراب «إنّ الله لعليم حليم» في الآية الكريمة السابقة واللفظتان من صيغ المبالغة ـ فعول بمعنى فاعل ـ بمعنى : لكثير العفو كثير الغفران.
** (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة السابعة والأربعين. بمعنى : ممّا تحسبونه في الدنيا.. يقال : عدّ ـ يعدّ ـ عدا.. من باب «قتل» أو «ردّ» بمعنى : أحصى. والاسم : العدد : بمعنى «المعدود» أمّا «الألف» فهو عشر مئات.. والألف أيضا : أول الحروف الهجائية والأبجدية العربية. والألف : هو الواحد من كل شيء.. أمّا «الألف والياء» فهو أول الشيء وآخره ومنه يقال : قرأت الموضوع من ألفه إلى يائه وفي التسلسل الألفبائي لا يصحّ أن نقول : أليف.. باء.. بل نقول : ألف باء.. بكسر اللام ومن غير ياء لأن هذه اللفظة هي صيغة «فعيل» من «ألف الشيء» يألفه ألفا فهو أليف : بمعنى : أنس به وأحبّه وألف المكان : أي تعوّده واستأنس به أما «الألفة» بتسكين اللام وضم الهمزة فهي اسم من الائتلاف وهو الالتئام والمحبة والاجتماع والإيناس واسم الفاعل : أليف.. مثل «عليم» أمّا «السنة» فهي لفظه مؤنثة يقابلها العام وهو لفظه مذكّرة.. يقال : استنّ الرجل وأسنّ : أي كبر أو كبرت سنّه فهو مسنّ وهي مسنّة ويقابلها العمر وهو لفظة مذكّرة و «السنّ» بمعنى المدة وهي مقدار العمر ويقال بلغ فلان أرذل العمر أو أرذله أو وصل إلى أرذل العمر : بمعنى : خرف وهرم.. وأرذل العمر : هو الهرم والخرف أي يعود لهيئته الأولى في أوان طفولته ضعيف البينة سخيف العقل قليل الفهم.