(وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ) : الواو زائدة لأنها داخلة على حرف استدراك. لكن : حرف مشبه بالفعل مخفف مهمل غير عامل يفيد الاستدراك. تعمى القلوب : تعرب إعراب «تعمى الأبصار» وفي القول استعارة ومثل.
(الَّتِي فِي الصُّدُورِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ للقلوب. في الصدور : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : استقرت أو هي مستقرة في الصدور. والجملة الفعلية «استقرت في الصدور» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
** (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة السابعة والثلاثين. المعنى : لن يصيب رضا الله لحومها ودماؤها.. والمراد : أصحاب اللحوم والدماء فحذف مفعول «ينال» المقدم وهو «رضا» وحل المضاف إليه لفظ الجلالة للتعظيم محله. كما حذف فاعل «ينال» وهو «أصحاب» المضاف وأقيم المضاف إليه «لحومها» مقامه فارتفع ارتفاعه.
** (وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) : ذكّر الفعل «ينال» مع فاعله المؤنث «التقوى» لأنه فصل عن فاعله بفاصل أو لأن «التقوى» بمعنى «التقى» وهو لفظة مذكّرة.
** (لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) : في هذا القول الكريم اختصار بمعنى : لتشكروا الله على هدايته لكم أو إياكم لأعلام دينه ومناسك حجه بأن تكبروا وتهلّلوا فاختصر الكلام بأن ضمن التكبير معنى الشكر وعدّي تعديته.
** (إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة والثلاثين.. المعنى : إنّ الله يدافع عن المؤمنين غوائل المشركين.. فحذف مفعول «يدافع» اختصارا وهو «غوائل المشركين».
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة بسبب المؤمنين لما كثروا بمكة وآذاهم الكفار وهاجر من هاجر إلى أرض الحبشة وأراد بعض مؤمني مكة أن يقتل من أمكنه من الكفار ويغتال ويغدر.
** (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة التاسعة والثلاثين المعنى : رخص الله بالقتال بسبب ظلم الكفار إياهم فحذف المضاف «سبب» وحلّ المصدر المؤول «ظلم» المضاف إليه محلّه.
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة بعد أن صبر المؤمنون على الأذى في العهد المكّي وهي أول آية تنزل في المدينة للإذن بالقتال بسبب صبر المؤمنين على أذى المشركين وكانوا حينما يشكون أذى المشركين إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول لهم : اصبروا فإنّي لم أؤمر بالقتال.. حتى هاجر فأنزل الله تعالى هذه الآية بالمدينة وقال أبو بكر لما هاجر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أخرجوا نبيّهم إنّا لله وإنّا إليه راجعون ـ ليهلكنّ.. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.
** (لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الأربعين.. المعنى والتقدير : لهدّمت صوامع الرهبان أي أديرتهم وهي البيوت التي ينقطع فيها الرهبان للعبادة وهي جمع «صومعة» فحذف المضاف إليه «الرهبان» اختصارا لأنه