(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) (١٨)
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ) : الألف ألف استفهام في معنى التقرير والتعجيب. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الألف المقصورة ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ويجوز أن يكون المخاطب من لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في التعجيب وفي هذه الحالة يكون الفاعل ضميرا مستترا جوازا تقديره : هو. و «ترى» من رؤية القلب بمعنى ألم ينته علمك إلى.. أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «أنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.
(يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل هو «من» الاسم الموصول المبني على السكون في محل رفع. له : جار ومجرور متعلق بيسجد. والجار والمجرور «في السموات» متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر أو هو مستقر والجملة الفعلية «استقر في السموات» صلة الموصول لا محل لها.
(وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ) : معطوفات على «من في السموات» وتعرب إعرابها. من الناس : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «كثير» أي ويسجد كثير من الناس سجود طاعة وعبادة. ويجوز أن تكون الواو استئنافية فيكون «كثير» مبتدأ وخبره محذوفا بتقدير : وكثير من الناس يطيعه أيضا ويحتمل أيضا أن تكون الواو اعتراضية و «كثير» مبتدأ وخبره : الجملة الفعلية «حق عليه العذاب» في محل رفع ويكون «كثير» الثاني معطوفا على «كثير» الأول بمعنى : وكثير كثير من الناس حق عليهم العذاب.