** (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السابعة والثمانين التقدير والمعنى : واذكر يا محمد قصة ذي النون أي صاحب الحوت وهو يونس بن متى أرسله الله تعالى إلى أهل نينوى من أرض الموصل حيث ترك أو هاجر لقومه دون إذن من الله سبحانه أو ذهب ضجرا من شدة عنادهم أي عناد قومه وتماديهم في كفرهم وبعد حذف المفعول به المضاف «قصة» أقيم المضاف إليه «ذي» مقامه فانتصب انتصابه بالألف «ذا».
** (فَنادى فِي الظُّلُماتِ) : أي فدعا ربّه فحذف مفعول «نادى» اختصارا لأن ما بعده دال عليه أو هو معلوم من السياق.. و «في الظلمات» هي الظلمة الشديدة أي بطن الحوت أو هي ظلمات بطن الحوت والبحر والليل بعد أن ابتلعه ـ التقمه ـ الحوت عقوبة من الله له. وقيل : في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت وبعد حذف المضاف «بطن الحوت» عوض المضاف «ظلمات» عن المضاف إليه المحذوف بالألف واللام وبعد أن نجاه سبحانه من هذا الغم ـ الكرب العظيم ـ قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات.
** (إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التسعين.
المعنى : يسارعون إلى فعل الخيرات أو وجوه الخيرات أي الطاعات فحذف المضاف «فعل» وحل المضاف إليه محلّه.
** (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية والتسعين.. المعنى : واذكر أيضا قصة مريم بنت عمران التي حفظت فرجها من الرجال أو من الحلال والحرام وبعد حذف مفعول الفعل المقدر وهو «قصة» أي المضاف والمضاف إليه «مريم» اختصارا لأنه لا يلتبس أقيمت الصفة الاسم الموصول «التي» مقام الموصوف «مريم».
** (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثانية والتسعين و «أمة» الثانية حال مؤكدة محذوفة العامل الذي يدل عليه ما يرمز إليه اسم الإشارة بمعنى : ملّتكم التي يشار إليها ملّة واحدة غير مختلفة لأن الله وحّد بينها في الدين ومن هذا القول الكريم استمدّ الشاعر :
عجب لتلك قضيّتي وإقامتي |
|
فيكم على تلك القضية أعجب |
وروي «قضية وإقامتي ومحلها النصب على الحالية من اسم الإشارة. وجاز الابتداء بالنكرة «عجب» لأنها دلت على معنى التعجب لأنها في معنى الفعل إذ تدل على ما يدل عليه الفعل «أعجب» وشأنها في ذلك شأن «ما» في قولهم : ما أحسن زيدا! مع كونها نكرة يجوز وقوعها مبتدأ لدلالتها على معنى التعجب. أما «العجب» فمعناه : الزهو والكبر. قال الشاعر :
إذا المرء لم يدر ما أمكنه |
|
ولم يأت من أمره أزينه |
وأعجبه العجب فاقتاده |
|
وتاه به التيه فاستحسنه |
فدعه فقد ساء تدبيره |
|
سيضحك يوما ويبكي سنه |
** (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والتسعين. المعنى : أما الذين تفرقوا في الدين فقد مزّقوا أمرهم أي جعلوا أمرهم قطعا موزعة بينهم.. وهذا كناية عن أنهم اختلفوا. وأصله : وتقطعتم.. على المخاطبة إلّا أنه انتقل بالكلام إلى الغيبة. ونوّن آخر «كل» لانقطاعه عن الإضافة أي بعد حذف المضاف إليه وهو ضمير الغائبين «هم» لأن التقدير : كلهم.. أو يكون «فرقة» على تقدير : كل فرقة من هذه الفرق المختلفة.