** (كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ) : أي كل هؤلاء المذكورين من الصابرين وبعد حذف «هؤلاء المذكورين» اختصارا لأن ما قبله دال عليه أي بعد حذف المضاف إليه نوّن آخر المضاف «كل» لانقطاعه عن الإضافة و «إدريس» هو حفيد شيث وجدّ أبي نوح واسمه : أخنوخ.. جاء في التفسير : روي أنّ الله أنزل عليه ثلاثين صحيفة وأنّه أول من خط بالقلم ونظر في علم النجوم والحساب وأنّه عاش ألف سنة في قومه إلى أن رفع إلى السماء وآمن بدعوته ألف إنسان منهم على عدد سنيه. وكان إدريس من ذرّية «آدم» لقربه منه لأنه جد أبي نوح وإبراهيم ـ عليهالسلام ـ من ذريّة من حمل مع «نوح» لأنه من ذريّة سام بن نوح.. و «إسماعيل» من ذريّة «إبراهيم» وقيل : إنّ «إدريس» هو أول من دلّ على تركيب الأفلاك وقدّر مسير الكواكب وكشف عن أحوال تأثيراتها.. ونبّه على عجائب الصنع فيها.. وهو أوّل من خاط الثياب وكانوا من قبل يلبسون الجلود وقال الزمخشريّ : سمّي «إدريس» بهذا الاسم لكثرة دراسته كتاب الله. وخالفه في ذلك أحد المختصين.. وسيذكر ذلك في سورة «الصافّات».
(وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ) (٨٦)
(وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا) : الواو عاطفة. أدخل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في رحمة : جار ومجرور متعلق بأدخلنا و «نا» ضمير متصل.. ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ) : الجملة تعليلية لا محل لها. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». من الصالحين : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (٨٧)
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ) : معطوف بالواو على «ونوحا إذ نادى» في الآية السادسة والسبعين و «ذا» منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. النون : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : وصاحب الحوت وعلامة نصب «ذهب» الفتحة الظاهرة.