** (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية والعشرين. المعنى وكذلك أطلعنا قومهم أو بعض الناس على حالهم فحذف المفعول به اختصارا «قومهم.. بعض الناس» كما حذف المضاف «حال» وأوصل حرف الجر «على» بالمضاف إليه ضمير الغائبين «هم» فصار «عليهم» ومثله في الحذف والتقدير : ربهم أعلم بهم.. أي والله ربهم أعلم بشأنهم.
** (رَجْماً بِالْغَيْبِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية والعشرين. و «الرجم» في الأصل : هو الرمي ـ القذف ـ بالرجام ـ وهي الحجارة الصغيرة ثم عبّر عن الظن بالرجم لأنهم يقولون كثيرا : رجم بالظن مكان قولهم : ظنّ. حتى لم يبق عندهم فرق بين العبارتين.. ألا ترى إلى قول زهير بن أبي سلمى :
وما الحرب إلّا ما علمتم وذقتمو |
|
وما هو عنها بالحديث المرجم |
أي المظنون الذي يرجم فيه الظنون. و «الذوق» التجربة. يقول الشاعر : ليست الحرب إلّا ما عهدتموها وجرّبتموها.. وما هذا الذي أقول بحديث مرجّم : أي محكوم عليه بالظن. و «الظن» هو الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض.. ويستعمل في الشك واليقين. وقيل : ظنّ العاقل خير من يقين الجاهل. ويأتي الفعل «ظنّ» بمعنى «علم واستيقن» وهو خلاف «اليقين» وقد يأتي بمعنى اليقين قيل : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ استشار ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في تولية حمص رجلا فقال : لا يصلح إلا أن يكون رجلا منك. قال : فكنه ـ أي فكن ذلك الرجل ـ قال : لا تنتفع بي. قال : لم؟ قال : لسوء ظنّي في سوء ظنك بي» وقيل : من حسن ظنّه طاب عيشه.
** (ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية والعشرين أي لا يعلم عددهم إلّا قليل من الناس فلا تجادل أهل الكتاب في شأنهم ـ في شأن أصحاب الكهف ـ فحذف المضاف «عدد» اختصارا وعدّي الفعل «يعلم» إلى المضاف إليه ضمير الغائبين «هم» فصار : يعلمهم. كما حذف مفعول «تماري» أي تجادل وهو «أهل الكهف» ومثله في الاختصار والحذف والتقدير قوله تعالى : ولا تستفت فيهم. أي ولا تسأل في قصتهم أي حذف المضاف «قصة» وأوصل حرف الجر «في» إلى المضاف إليه «ضمير الغائبين.. هم» فصار : فيهم.
** (إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة والعشرين وفيه لم يضف اسم الفاعل «فاعل» إلى مفعوله ولهذا نوّن آخره فانتصبت كلمة «ذلك» في محل نصب على المفعولية ولو حذف التنوين لكان اسم الإشارة في محل جر بالإضافة. وقد حذف المشار إليه اختصارا لأن ما قبله دال عليه أي ذلك الشيء.
** (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة والعشرين حذف مفعول «نسيت» أي شيئا.
** (وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً) : أي لعلّ الله يوفّقني لرشد أو علم أو شيء أقرب من هذا المنسيّ ـ مشيئة الله ـ أقرب منه. فحذف الموصوف.. «رشد.. علم ـ شيء» وحلّت الصفة «أقرب» محلّه. كما حذف المشار إليه «المنسيّ».
** (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والعشرين. ونوّن آخر «تسعا» لانقطاعه عن الإضافة وأصله : تسع سنين.