(أَسْمَعُ وَأَرى) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا والجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» الثاني. ويجوز أن تكون في محل نصب حالا من ضمير المتكلم سبحانه أو تكون في محل رفع خبر «إنّ» وشبه الجملة «معكما» في محل نصب حالا منه سبحانه والجملة الفعلية «أرى» معطوفة بواو العطف على جملة «أسمع» وتعرب إعرابها وهي أو الفعل «أرى» مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. ومفعول الفعلين «أسمع وأرى» محذوف بمعنى : أسمع وأرى ما يجري بينكما وبينه من قول وفعل فأفعل ما يوجبه حفظي ونصرتي لكما. ويجوز أن يكون الفعلان غير متعديين بمعنى : إنني معكما حافظ لكما وناصر سامع مبصر.
** (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثانية والعشرين بمعنى : واضمم أي اجمع واقبض يدك إلى جنبك.. يقال : لكل ناحيتين : جناحان كجناحي الجيش.. أما جناح الطائر فهو يده لأنه بمنزلة اليد من الإنسان. وجنح الطريق : جانبه يقال : جنح إلى الشيء ـ يجنح ـ بفتح النون ويجنح ـ بضم النون.. من باب «قعد» ومصدره : جنوحا : بمعنى : مال. وجنح الليل ـ بضم الجيم وكسرها : ظلامه واختلاطه.
** (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والثلاثين المعنى : بسؤلك أو مسئولك أي ما تسأله وتتمنّاه وهو على وزن «فعل» بمعنى مفعول كالخبز بمعنى : المخبوز.. وهو ما يسأل.. أما «المسئول» فهو المطلوب ـ اسم مفعول ـ.
** (فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الأربعين.. يقال : قرّت العين ـ تقرّ ـ قرّة ـ بضم القاف ـ وقرورا : أي بردت سرورا ويأتي الفعل «قرّ» من باب «تعب» أيضا. والقول الكريم كناية عن السرور لأنه من «القرّ» أي البرد وقد قيل : للسرور معه دمعة باردة وللحزن دمعة حارة. وعن العين قيل الكثير وضرب بها المثل والإصابة بها عن طريق الحسد وما شابه.. وجاء في الأمثال قول خالد بن صفوان : احترس من العين ؛ فو الله لهي أنمّ عليك من اللسان. والإصابة بالعين ثابتة موجودة.. وزاد مسلم ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين.. ففيه تنبيه على سرعة نفوذها وتأثيرها في الذات.. وفي حديث أنس : «من رأى شيئا فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوة إلّا بالله لم يضره». أمّا الاعتقاد بالعين الشريرة فهو أمر شائع.. ـ كما يقول أحد البحوث ـ وهذا الاعتقاد منتشر وشائع في كل العصور والحضارات ويعتقد عدد من الشعوب ولا سيّما الغرب أنّ عيون الأشخاص مؤذية إلى حد قد تقتل المخلوق الحيّ الذي تقع عليه وإلّا فإنّها توقع به إصابة قوية في أبسط الأحوال. وتزعم هذه النظرية أنّه ينبعث من جسم الإنسان شعاع سديمي غير منظور يستطيع أن ينقل الأفكار من شخص إلى آخر كما تنتقل الإشارات اللاسلكية في الفضاء. وتفيد هذه النظرية أنّه إذا حدّق أحد الأشخاص مليا إلى رأس إنسان من الوراء فإنّه يلتفت إليه وكأنه يسأله عن سبب تحديق النظر إليه. وهناك من لا يؤمن بإصابة العين ويعتقد أنّ العلم قد تخطّى خرافات كهذه