** (قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة والتسعين.. التقدير والمعنى : هذا السدّ نعمة الله على عباده فحذف المشار إليه البدل أو النعت «السدّ» اختصارا لأنه معلوم لأن ما بعده «جعله دكّاء» يدل عليه أو بمعنى : هذا البناء من آثار رحمة الله علي وعلى هذا التفسير حذف المضاف «آثار».
** (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة والتسعين.. وهو كناية واستعارة عن الإيذان بحلول ساعة الحشر.. وقيل : الصور : جمع «صورة» ويكون المعنى : بعثت الأرواح إلى أجسادها.. فجمعناهم للحساب. وقيل : المعنى : نفخ في البوق.. أي إذا جاء موعد القيامة نفخ الملك «إسرافيل» في بوق فحييت الخلائق وخرجت من قبورها إلى المحشر.. وقوله في بداية الآية الكريمة المذكورة (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) معناه : يوم خروج يأجوج ومأجوج من وراء السد والذي هو علامات قيام الساعة.
** (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) : هذا القول الكريم الوارد في نهاية الآية الكريمة الثانية بعد المائة معناه : إنّا هيأنا جهنم للكافرين مكانا ينزلون به وهو مكان الضيافة وعبّر به سبحانه تهكما بهم.. والنزل أيضا ـ بضم النون والزاي ـ هو طعام النزيل الذي يهيأ له و «النزيل» هو «الضيف» فعيل بمعنى مفعول. و «المنزل» بكسر الزاي لأن مضارعه ينزل مكسور الزاي : هو موضع النزول ومثل «المنزلة» وهي أيضا المكانة نحو فلان ذو منزلة سامية.
** (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة بعد المائة تجانس لفظي بين جملتي «يحسبون» و «يحسنون» وجاء هذا التجانس مطبوعا.. أي غير متكلف فملح وبدع.. و «التجانس اللفظي» هو ضرب ـ نوع ـ من ضروب البلاغة.
** (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السادسة بعد المائة.. وحذف البدل أو الصفة ـ النعت ـ المشار إليه بعد اسم الإشارة اختصارا لأن ما قبله دال عليه التقدير : ذلك الأمر المذكور.. وقد كان ترك إقامة الوزن هو جزاؤهم جهنم بسبب كفرهم.. فحذف أيضا المضاف «سبب» وأقيم المصدر المؤول «كفرهم» مقامه. و «جهنم» من أسماء النار العظيمة.
** (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة التاسعة بعد المائة.. التقدير والمعنى : لو كان ماء البحر حبرا لكتابة كلمات ربي أي علم الله ومعلوماته غير المحدودة لفني البحر ولو جئنا بمثله مددا : جمع «مدّة» وهو ما يستمده الكاتب.. وقيل : الأصح هو غمس القلم في الدواة مرة للكتابة أو ولو جئنا بمثل البحر بحورا أخرى تمده.. و «المدد» الزيادة والمعونة.. وعلى هذا التفسير حذف اسم «كان» المضاف «ماء» وحلّ محلّه المضاف إليه «البحر» وحذف المضاف «كتابة» وأقيم المضاف إليه «كلمات» مقامه. كما حذف مفعول «جئنا» وهو «بحورا».
** سبب نزول الآية : قالت اليهود : أوتينا علما كثيرا.. أوتينا التوراة.. ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا. فنزلت هذه الآية الكريمة ردا على قولهم هذا.
(أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) (١٠٥)