صلىاللهعليهوسلم لأحد إلا استشهد قال : فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له يا نبيّ الله لو لا متعتنا بعامر قال فلما قدمنا خيبر خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول (١) :
قد علمت خيبر أني مرحب |
|
شاكي السلاح بطل مجرب |
إذا الحروب أقبلت تلتهب |
قال : فبرز له عامر بن عثمان فقال (٢) :
قد علمت خيبر أني عامر |
|
شاكي السلاح بطل مقامر |
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر فرجع سيف عامر على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه قال : فأتيت النبيّ صلىاللهعليهوسلم وأنا أبكي فقلت : يا رسول الله بطل عمل عامر. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من قال ذلك قلت ناس من أصحابك قال : بل له أجره مرتين ثم أرسلني إلى عليّ وهو أرمد فقال : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلىاللهعليهوسلم فبصق في عينيه فبرئ وأعطاه الراية وخرج مرحب وقال (٣) :
أنا الذي سمتني أمي مرحب |
|
شاكي السلاح بطل مجرّب |
فقال علي كرّم الله تعالى وجهه (٤) :
أنا الذي سمتني أمي حيدره |
|
كليث غابات كريه المنظره |
أكيلكم بالسيف كيل السندره |
قال : فضرب رأس مرحب فقتله. ثم كان الفتح على يديه» (٥) ومعنى أكيلكم بالسيف كيل السندره أي : أقتلكم قتلا واسعا ذريعا. والسندرة مكيال واسع. قيل : يحتمل أن يكون اتخذ من السندرة وهي شجرة يعمل منها النبل والقسي. والسندرة أيضا العجلة والنون زائدة قال ابن الأثير وذكرها الجوهري في هذا الباب ولم ينبه على زيادتها. وروي فتح خيبر من طرق أخر في بعضها زيادات وفي بعضها نقصان عن بعض.
وقوله تعالى : (وَأُخْرى) صفة مغانم مقدّرا مبتدأ وقيل : هي مبتدأ والخبر (لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) وهي كما قال ابن عباس : فارس والروم وما كانت العرب تقدر تقاتل فارس والروم بل كانوا خولا لهم حتى قدروا عليهما بالإسلام. وقال الضحاك : هي خيبر وعدها الله تعالى نبيه صلىاللهعليهوسلم قبل أن يصيبها ولم يكونوا يرجونها. وقال قتادة : هي مكة. وقال عكرمة : حنين. وقال البقاعي : هي والله أعلم غنائم هو ازن التي لم يحصل قبلها ما يقاربها. (قَدْ أَحاطَ اللهُ) أي : المحيط بكل شيء قدرة وعلما (بِها) أي : علم أنها ستكون لكم (وَكانَ اللهُ) أي : المحيط بجميع صفات الكمال
__________________
(١) الرجز لمرحب اليهودي في لسان العرب (شوك) ، وتاج العروس (شوك).
(٢) الرجز لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.
(٣) تقدم الرجز مع تخريجه قبل قليل.
(٤) الرجز لعلي بن أبي طالب في ديوانه ص ٧٧ ـ ٧٨ ، ولسان العرب (حدر) ، (سندر) ، والتنبيه والإيضاح ٢ / ١٠٤.
(٥) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ١٨٠٧.