سورة الجمعة
مدنية وهي إحدى عشرة آية ، ومائة وثمانون كلمة ، وسبعمائة وعشرون حرفا.
روى مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة ، وفيه أخرج منها ، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة» (١) وعنه أيضا قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «نحن الآخرون يوم القيامة ، ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب الأول من قبلنا ، وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله تعالى لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له» (٢) وقال يوم الجمعة : «فاليوم لنا ، وغدا لليهود ، وبعد غد للنصارى» (٣).
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(بِسْمِ اللهِ) الذي أحاط علمه بكل معلوم فتم بيانه (الرَّحْمنِ) الذي تمت نعمة بيانه فهو العظيم شأنه (الرَّحِيمِ) الذي خص حزبه بالتوفيق فثبت عندهم حبه وإيمانه.
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥) قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦) وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨))
(يُسَبِّحُ) أي : يوقع التنزيه الأعظم الأنهى الأكمل (لِلَّهِ) أي : الملك المحيط بكل شيء قدرة وعلما (ما فِي السَّماواتِ) أي : من جميع الأشياء من الملائكة وغيرها كالأفلاك والنجوم (وَما فِي الْأَرْضِ) كذلك من الآدميين وغيرهم كالشجر والثمار ، وقيل : اللام مزيدة ، أي : ينزه
__________________
(١) أخرجه مسلم في الجمعة حديث ٨٥٤ ، وأبو داود في الصلاة حديث ١٠٤٦ ، والترمذي في الجمعة حديث ٤٨٨ ، والنسائي في الجمعة حديث ١٣٧٣.
(٢) أخرجه مسلم في الجمعة حديث ٨٥٥ (١٩ ، ٢٠).
(٣) انظر الحاشية السابقة.