يا علي ، مَن تعلَّم علماً ليُماري به السفهاءَ (١٧٢) ، أو يجادلُ به العلماءَ ، أو ليدعو الناسَ إلى نفسِه فهو من أهلِ النار (١٧٣).
يا علي ، إذا ماتَ العبدُ قال الناسُ ، ما خلَّف ، وقالت الملائكةُ ، ما قَدَّم؟ (١٧٤).
______________________________________________________
تؤدّي إلى الشياطين ما يحدث في البُعد من الحوادث ، من سارق سرق ومن قاتل قتل ، ومن غائب غاب ، وهم بمنزلة الناس أيضاً ، صدوق وكذوب » (١).
(١٧٢) المراء والمماراة هي المجادلة فيما فيه مرية وشكّ ، والمجادلة هي المخاصمة ، وهي تؤدّي إلى العداوة والبغضاء.
(١٧٣) فإنّه يلزم أن يكون تعلُّم العلم للتفقّه ، وعلى سبيل النجاة ، وطلباً لمرضاة الله تعالى.
وأمّا إذا كان التعلُّم لإحدى هذه الغايات الثلاثة الشيطانية المماراة والمجادلة والرئاسة فانّه يكون موجباً للنار ، ووجه كونها شيطانيّة هو أنّ المماراة والمجادلة تُنبتان النفاق وتورثان الشحناء وتوجبان الضغائن في القلوب ، كما وأنّ الرئاسة لا تصلح لأهلها ، ولا تحقّ إلاّ لمستحقّها فلا يصحّ أن يصرف الإنسان وجوه الناس إلى نفسه.
(١٧٤) ما أحسنها من موعظة تدعو إلى تقديم ما ينفع في ما بعد الموت من الأعمال الصالحة والمكارم النافعة وأداء الفرائض وإجتناب المحارم .. وهذا ما تسأل عنه الملائكة .. وهو الذي ينفع العبد ، دون الدور والقصور والمال والمنال من المخلّفات التي يسأل عنها الناس.
__________________
١ ـ الإحتجاج ، ج ٢ ، ص ٨١.