فقال علي عليهالسلام ، وما تلكَ الطاعة؟ قال : يأذن لها في الذهاب إلى الحمّاماتِ والعرساتِ والنائحاتِ ، ولبسِ الثيابِ الرِّقاق (١٦٤).
يا عليُّ ، إنَّ اللّهَ تباركَ وتعالى قد أذهبَ بالإسلام نَخوةَ (١٦٥) الجاهلية وتفاخرَها بَآبائِها (١٦٦) ، ألا إنّ الناسَ من آدم وآدم من تراب ،
______________________________________________________
(١٦٤) أي الثياب الرقيقة التي تشفّ عمّا تحتها ، وقد حمل المحدّث الحرّ العاملي حرمة ذلك على صورة الريبة والتهمة والمفسدة كما يستفاد من عنوان ذلك في بابه في الوسائل (١) ، فلاحظ.
(١٦٥) النخوة ـ بفتح النون وسكون الخاء ـ ، الإفتخار والتعظّم وادّعاء العظمة والكبر والشرف.
(١٦٦) فإنّه مذموم مردوع وكفى واعظاً وزاجراً عنه ما يلي :
قول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَر وأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللّهِ أَتْقَاكُم ) (٢).
وقول سيّدنا الإمام الباقر في الحديث الذي رواه عقبة بن بشير الأسدي قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام ، أنا عقبة بن بشير الأسدي وأنا في الحسب الضخم من قومي ، قال : فقال : « ما تمنّ علينا بحسبك ، إنّ الله رفع بالإيمان مَن كان الناسِ يسمّونه وضيعاً إذا كان مؤمناً ، ووضع بالكفر مَن كان الناس يسمّونه شريفاً إذا كان كافراً ، فليس لأحد فضل على أحد إلاّ بالتقوى » (٣).
__________________
١ ـ وسائل الشيعة ، ج ١ ، ص ٣٧٥ ، باب ١٦.
٢ ـ سورة الحجرات ، الآية ١٣.
٣ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٨ ، باب الفخر والكبر ، ح ٣.