إذا حَدّثَ كَذِب ، وإذا وَعَدَ أخلَف ، وإذا ائتُمِنَ خان.
يا عليُّ ، تسعةُ أشياء تورث النِسيان (١٥٢) ، أكلُ التفاحِ الحامض ، وأكلُ الكُزْبُرة (١٥٣) ،
______________________________________________________
ومنها أن يُظهر الصلاح ويكون في الباطن فاسقاً ، ومنها أن يدّعي الإيمان ولم يعمل بمقتضاه ولم يتّصف بالصفات التي ينبغي أن يكون المؤمن عليها فكان باطنه مخالفاً لظاهره وكأنّ هذا المعنى الأخير هو المراد هنا في مثل هذا الحديث ..
وأفاد الشيخ الطريحي (١) ، أنّ المنافق مأخوذ من النَّفْق وهو السرب في الأرض خفية ، وقيل ، مأخوذ من نافَقَ اليربوع ، إذا طُلب من النافقاء خرج من القاصعاء وبالعكس ، وهما جُحرتا اليربوع.
(١٥٢) النسيان ، بكسر النون ضدّ الذُكْر والحفظ .. وهي الحالة التي تعرض على الإنسان فلا يضبط ما استودع.
(١٥٣) الكُزْبُرة ، بضمّ الكاف وسكون الزاء وضمّ الباء ، وقد تفتح الكاف والباء ، عربية أو معربة من كزبرناء بالسرياينة وهي بالفارسية « گشنيز » ، كما قاله في القرابادين (٢) ، ذاكراً أنّ الإكثار منها يورث النسيان وإختلاط الذهن ، بل في المعتمد ، أنّ بذرها أيضاً إذا شرب منه شيء كثير خلط الذهن فينبغي أن يُحترز من إدمانه والإستكثار منه (٣).
وقال العلاّمة المجلسي ، أنّه إختلف الأطباء في طبعها فقيل بارد .. ، وقيل إنّها مركّبة القوى ، وذكروا لها فوائد كثيرة شرباً وضماداً ، لكن ذكروا أنّ إدمانها
__________________
١ ـ مجمع البحرين ، مادّة نفق ، ص ٤٤٦.
٢ ـ القرابادين ، ص ٣٥٨.
٣ ـ المعتمد ، ص ٤٢٣.