يا علي ، من خافَ اللّهَ عزَّوجلّ خاف منه كلُّ شيء (٨٠) ، ومن لم يَخَفِ اللَّهَ عزّوجلّ أخافه اللّهُ من كلِّ شيء (٨١).
يا علي ، ثمانيةٌ لا يقبل اللّهُ منهم الصلاةَ ، العبدُ الآبق (٨٢) حتّى يرجعَ إلى مَولاه ، والناشزُ (٨٣) وزوجُها عليها ساخِط ، ومانعُ الزكاةِ ، وتاركُ الوضوءِ ، والجاريةُ المدركةُ تصلّي بغير خمار ، وإمامُ قوم يصلّي بهم وهم له كارهون ، والسكرانُ والزَّبين (٨٤) ـ وهو الذي يدافع البولَ والغائط ـ.
______________________________________________________
(٨٠) فبالخوف من الله تعالى تحصل هذه المعنوية والهيبة الربّانية.
(٨١) وهذا من أثر عدم الخوف منه تعالى ، فلابدّ أن يكون العبد خائفاً من الله تعالى إلى جانب رجائه وإلاّ لخاف من غير الله تعالى.
وفي الكافي ، عن الحارث بن المغيرة أو أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « قلت له ، ما كان في وصيّة لقمان؟ قال : كان فيها الأعاجيب وكان أعجب ما كان فيها أن قال لإبنه ، خف الله عزّوجلّ خيفةً لو جئته ببرِّ الثقلين لعذّبك ، وارج الله رجاءاً لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ، ثمّ قال أبو عبدالله عليهالسلام ، كان أبي يقول : انّه ليس من عبد مؤمن إلاّ وفي قلبه نوران ، نور خيفة ونور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا » (١).
(٨٢) وهو العبد الذي فرّ من مولاه.
(٨٣) نشوز المرأة ، معصيتها لزوجها وتعاليها عمّا أوجب الله تعالى عليها من طاعة الزوج كأن تمتنع على زوجها إذا دعاها إلى الإستمتاع.
(٨٤) الزّبين على وزن سكّين هو مدافع الأخبثين البول والغائط مأخوذ من
__________________
١ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٦٧ ، باب الخوف والرجاء ، ح ١.